كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
وقد ورد في ذلك أشياء، منها: قصة عبد الله بن الثّامر1 لما حفر بعض أهل نجران خرب لبعض شأنه، فوجده جالساً في رأسه شجّه2 يسيل منها الدم، وهو واضع يده عليها، فإذا أخرت يده تثعب3 الدم وإذا تركت يده ردّها فوضعها عليها، فكتبوا في ذلك إلى عمر رضي الله عنه فكتب إليه: ردّوا التراب كما كان واتركوه على حاله"4.
وأخبرني بعض شيوخنا عن حفَّارٍ كان بالصّاليحة5 قال لي: "من عدة ستين سنة أرى في قبر ميتا عليه كفنه كما هو".
وأخبرني جماعة: أنه حفر في الكهف الذي بالصالحية في مكان فوجد جماعة موتى على هيأتهم لم يتغيّروا، بثيابهم، على هيئة العرب. فبعض أصحابنا يظن أنهم ممن قتل بالشام من الصحابة. / [141 / أ] .
__________
1 انظر: قصّته في ابن هشام: السيرة النبوية 1/71.
2 الشجّ: كسر الرأس. (لسان العرب 2/304) .
3 ثعب: جرى وسال. (لسان العرب 1/236) .
4 ابن هشام 1/75، ابن كثير: التفسير 8/391.
5 الصالحية: قرية كبيرة ذات أسواق وجامع في لحف جبل قاسيون من غوطة دمشق وفيها قبور جماعة من الصالحين، وأكثر أهلها ناقلة البيت المقدسي على مذهب أحمد ابن حنبل. (معجم البلدان 3/390) .