كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
فقرئت عليه، فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه فما بلغ: {فَهَلْ أَنْتُم مُّنْتَهُونَ} ، [المائدة: 91] ، قال عمر: "انتهينا، انتهينا"1.
وعن جابر بن عبد الله عن عمر أنه قال: "هَششْتُ2 يوماً فقبلتُ وأنا صائم، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: صنعتُ اليوم أمراً عظيماً، قبلت وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأيت لو تمضمضتَ بماءٍ وأنت صائم؟ "، فقلت: لا، بأس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَفِيمَ؟ " 3.
وفي الصحيحين والمسند وغيرهما عن ابن عمر أن عمر بن الخطّاب بينا هو قائم في الخطبة يوم الجمعة، إذ دخل رجل من المهاجرين الأوّلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنادى عمر: أيَّة ساعة هذه؟ قال: "إني شغلت فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين، فلم أزد أن توضّأت"، فقال: "والضوءَ أيضاً، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل"4.
وفي الصحيح عن السائب بن يزيد: كان النداء يوم الجمعة أوّله إذا جل س
__________
1 أحمد: المسند 1/316، وإسناده صحيح. وأبو داود: السنن 3/325، والترمذي: السنن 5/253، 254، وابن كثير: التفسير 1/327. والحديث وصحّحه أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند، رقم: 378، والألباني في صحيح سنن الترمذي 3/46.
2 هشِشتُ: أي: فرحت، واشتهيت. (لسان العرب 6/364) .
3 أحمد: المسند 1/215، 216، وأبو داود: السنن 2/311، والحاكم: المستدرك 1/431، وصحّحه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وصحّحه أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند، رقم: 138.
4 أحمد: المسند 1/241، رقم: 199، البخاري: الصحيح، كتاب الجمعة 1/300، رقم: 838، مسلم: الصّحيح، كتاب الجمعة 2/580، رقم: 845.