كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

مسلمة يموت بينهما ثلاثة أولاد إلاّ أدخلهما الله بهنّ الجنة"، قال عمر بن الخطّاب: "واثنان"، قال: "واثنان" 1.
وفيه عن ابن عباس قال "جاء رجل إلى عمر يسأله فجعل ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه مرة، هل يرى عليه من البؤس شيئاً، فقال له عمر: "كم مالك؟ "، قال: "أربعون من الإبل"، قال ابن عباس فقلت: "صدق الله ورسوله: "لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب، ويتوب الله على من تاب" 2. فقال عمر: "ما هذا؟ "، فقلت: هكذا أقرأنيها أبي بن كعب، فقال عمر: "قم بنا إليه"، فقام إليه، فقال: "ما يقول هذا؟ "3، فقال أبي: "هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال عمر: "نكتبها أو نثبتها؟ "، قال: "نعم. فاكتبها أو اثبتها"4.
وفيه عن سلمة بن عمرو بن الأكوع5 قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق برايته إلى بعض حصون خيبر، فقاتل فرجع ولم يكن فتح،
__________
1 لم أجده فيما تبقى من مسند الرّوياني. والحديث أخرجه البزار كما في كشف الأستار 1/405، وإسناده حسن. وابن حجر: المطالب العالية 1/197، وعزاه لأبي يعلى. قال الهيثمي: مجمع الزوائد3/8: "رواه البزار ورجاله رجال الصحيح".
2 في صحيح البخاري عن أُبي قال: "كنا نرى هذا من القرآن حتى أنزلت: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر} . قال الحافظ: "وجه ظنهم أن الحديث المذكور من القرآن، ما تضمنه من ذمّ الحرص على الاستكثار من جمع المال، والتقريع بالموت الذي يقطع ذلك، ولا بدّ لكل أحد منه، فلما نزلت هذه السورة وتضمنت معنى ذلك مع الزيادة عليه علموا أن الأوّل من كلام النبي صلى الله عليه وسلم". (فتح الباري 11/253، 257) .
3 في الأصل: (هكذا) ، والمثبت من المسند. وفي الهامش بخط المؤلف لعله: (هذا) .
4 لم أجد فيما تبقى من مسند الرّوياني. والحديث في أحمد: المسند 5/117، وإسناده صحيح.
5 قوله: "سلمة بن الأكوع" تكرر في الأصل.

الصفحة 977