كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

وفي (فضائل الصحابة) لأبي خيثمة1 قال: أمر المغيرة بن شعبة صعصعة بن صوحان2 أن يخطب الناس قال: "فتكلم فحمد الله وأثنى عليه، فقال: "إن الله عزوجل بعث محمّداً صلى الله عليه وسلم حين درست الآثار، وتهدمت الجَوادّ3، فبلّغ ما أرسل به، قال: فذكر حين قبضه الله عزوجل واستخلف أبو بكر فأقام المصحف وورث الكلالة، وكان قويّا في أمر الله عزوجل / [147/ب] ثم قبض أبو بكر - رحمه الله - يعني4 فولي عمر فمصر الأمصار، وفرض العطاء فكان قويّا في أمر الله ثم قبض عمر، واجتمع الناس على عثمان فكانت5 خلافته فزراً6 وقبله مدراً7 رحمه الله. قال المغيرة: "انظروا ما يقول"، قال: "أنت أمرتني أن أخطب فخطبت، وأمرتني أن أجلس فجلست"8.
وفي حديث أبي الحارث الليث بن سعد عن عراك9 أن رجلاً انطلق
__________
1 هكذا في الأصل، ولعله خيثمة بن سليمان القرشي الطرابلسي، مؤلف: (فضائل الصحابة) ، توفي سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة. (سير أعلام النبلاء 15/412، تذكرة الحفاظ 3/858) .
2 العبدي، تابعي كبير، مخضرم، ثقة، توفي في خلافة معاوية. (التقريب ص 276) .
3 في الأصل: (الجدار) ، وهو تحريف. والجَوادّ: الطرق، واحدها: جادة. وهي سواء الطريق ووسطه. (النهاية 1/245) .
4 هكذا في الأصل.
5 في الأصل: (فكان) ، وهو تحريف.
6 الفزر: الشقوق، وتفزّر الثوب والحائط: تشقق وتقطع وبلي. (لسان العرب 5/53) .
7 المَدَر: قطع الطين اليابس، وفي حديث جابر: (ثم مداره) ، أي: طيناه وأصلحاه بالمدر، وهو الطين المتماسك، لئلا يخرج منه الماء. (لسان العرب 5/162) .
8 لم أجده فيما تبقى من فضائل الصحابة لخيثمة.
9 عِراك بن مالك الغفاري، المدني، ثقة فاضل، من الثالثة، توفي في خلافة يزيد بن عبد الملك. (التقريب ص 388) .

الصفحة 987