كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو1 إلى الله عزوجل وإلى عبادته ثم أنشأ يقول:
عجبتُ للجنّ وتخبَارِها ... وشدّها العيسَ بأكوراها / [149/أ]
تهوي إلى مكّة تبغى الهُدى ... ما مؤمن الجنّ كَكُفَّارها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ... بين روابيها وأحجارها
يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل، فإنه قد بعث رسول الله من لؤي بن غالب يدعو2 إلى الله عزوجل وإلى عبادته ثم أنشأ يقول:
عجبتُ للجنّ وتجساسها ... وشدّها العيسَ بأحلاسها
تهوي إلى مكّة تبغى الهُدى ... ما خير الجنّ كأنجاسها
فارحل إلى الصفوة من هاشمٍ ... واسمُ بعينيك إلى راسها
فقمت فقلت: قد امتحن الله قلبي، فرحَّلتُ ناقتي، ثم أتيت المدينة فإذا رسول الله وأصحابه حوله فدنوت فقلت: اسمع مقالتي يا رسول الله، قال: هات فأنشأت أقول:
أتاني نجيبِي بين هدء ورقدة ... ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاثُ ليالٍ قوله كلِّ ليلة ... أتاك رسول من لؤيٍّ بن غالب
فشمَّرتُ عن ذيلي الإزار ووسطت ... بيَ الذَّعِلبُ3 الوَجناءُ بين السَّباسِبِ4
__________
1 في الأصل: (يدعوا) ، وهو تحريف.
2 في الأصل: (يدعوا) ، وهو تحريف.
3 جمل ذعْلِب: سريع باقٍ على السير. (لسان العرب 1/388) .
4 السََبْسَبُ: القفرُ والمفازة. (لسان العرب 1/460) .