كتاب الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد (اسم الجزء: 1)

ابن زَيْدٍ (¬1)، وبَرع وأثنى عليه الناس، وله شعرٌ حسنٌ منه قصيدته التى فى دمشق، وقصيدة فى مكة، وكان له محبّةٌ فى قلوب المشايخ وغيرهم. واعتنى بطلب العلم ورحل فى طَلبه إلى الشَّام وقرأ البخارى على الشيخ زين الدين بنِ الحبال (¬2) وكان خفيف الروح ظريف المعانى، بين الطول والقصر، رقيقًا أَسمرَ، يفضّل الصّفرة والسّواد، ويحتج بأنه لولا أنه أعزّ الأشياء لم يجعله الله فى العين، والصُّفرة بقوله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} (¬3)
قال غالبُ المفسِّرين: هو البياضُ الذى يميلُ إلى الصُّفرة. رحل سنة ثمان وخمسين وثمانمائة إلى مصر قاصدًا مكة فتوفى بمصر هذه السنة.
3 - أحمد بن عُبادة، القاضى شهاب الدين الحنبلى، أخذ
¬__________
(¬1) هو أحمد بن محمد بن أبى بكر بن زيد الشيخ الِإمام العلامة النحوى المفسر المحدث شهاب الدين توفى سنة 870 هـ. المنهج الأحمد: 2/ 146. وقفت له على كتاب سمّاه "الفضة المضيَّة شرح الشذرة الذهبية" لأبى حيّان بخط تلميذه حسن بن على بن إبراهيم المرداوىّ كتبها سنة: (864 هـ) فى مكتبة جستربيتى رقمه (3199).
(¬2) ترجمة رقم: (69).
(¬3) سورة الصافات: آية: 49.
3 - ابن عُبادة: (788 - 864 هـ).
أخباره فى الضوء اللامع: 2/ 180، حوادث الزّمان: 2/ 29، والسُّحب الوابلة: 62.
قال السَّخاوي: أحمد بن محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغنى بن منصور، شهاب الدين أبو العباس ابن الشمس أبو عبد الله بن الفقيه الزين الجمال الحرّاني الأصل الدمشقى الصالحىّ و (عُبادة) هو عبد الغنى عند الذَّهبى وغيره. مولده سنة 788 فى شهر صفر بدمشق قرأ القرآن على العلاء الشَّحام وغيره وأخذ الفقه عن العلاء ابن اللَّحَّام، وشهاب الدين بن حِجّى وسمع وهو صغير جدًّا على ابن رجب، وسمع عائشة بنت بن عبد الهادى. قال السَّخاوى: قرأت عليه، وكان متواضعا، بهيًّا، حسن الشكالة، مات فى شوّال سنة 864 هـ.

الصفحة 4