كتاب دليل الداعية

والآخرة "إذا يتحتم على الدعاة أن يتحركوا للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجاهدوا في سبيلها ويرخصوا الغالي في إعزازها مع اعتقادهم الجازم أن الإسلام هو صمام الأمان في إنقاذ البشرية من كفرها وإباحيتها وانحرافها، وأنه هو الذي يخلص العالم الإسلامي مما يعانيه من تأخر وانحطاط، وما يصيبه من ميوعة وانحلال، فالأمر يتطلب من كل داعية يدعو إلى الله على بصيرة أن يهب من رقدته، وأن يضاعف من نشاطه، وأن يتحمل المسئولية، ليردوا هذا العالم الضائع، والبشرية المنكودة، والأمم التائهة والشعوب الإسلامية المتمزقة إلى نور الحق، وحقيقة التوحيد وآفاق المعرفة وهدي الإسلام، وأن يقولوا للدنيا، كما قال ربعي بن عامر من قبل لرستم: "ابتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"1.
فمطلوب من كل مسلم ذكرًا كان أم أنثى أن يحمل لواء الدعوة، ويعلن حالة الطوارئ القصوى وساعة النفير والتعبئة العامة، وينخرط في ميدان العمل الدعوي بشروطه وضوابطه، فليس لك خيار أن تدعو أن تترك، فالدعوة واجب الجميع، فشارك إخوانك الدعاة في مشارق الأرض ومغاربها في الدعوة إلى الله لتنال الأجر والثواب من الله، وإن قعدت وتكاسلت عن هذا الأمر، فأنت الخاسر والله غالب على أمره وقادر على حماية دينه وتمكينه، وإظهاره في الأرض {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ
__________
1 من كتاب عقبات في طريق الدعاة "بتصرف يسير" القسم الثاني "ص503-504، 505" عبد الله ناصح علوان أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بحدة.

الصفحة 144