كتاب دليل الداعية

هؤلاء المفرطون أن بعض السلف مر على أناس يلعبون ويلهون فقال: "يا ليت الوقت يشترى فأشتري وقتهم". وهذا ناتج من ضيق الوقت عند هذا المصلح لكثرة عبادته، وكثرة الأعمال والأشغال في الخير وفي الدعوة إلى الله، فالمسلم ليس لديه وقت فراغ، فما بالك بمن جعل همه الدعوة إلى الله لا شك أن هذا الاهتمام، وهذا الهم الذي يحمله لدعته يأخذ منه كل وقته وتفكيره، إنه لا يجد وقت فراغ بل سيكون وقته ضيقًا ولا يتسع لباقي الأعمال الكثيرة التي رتبها ووضع لها الجدول، فهو ما بين قراءة في كتاب، أو تحقيق مسألة علمية، أو كتابة موضوع هام، أو ترتيب بحث أو تحقيق كتاب، أو إعداد كلمات موضوعات وعظية لإلقائها في المساجد، والمناسبات والتجمعات العامة، أو إعداد محاضرة ثم إلقائها، أو إعداد خطبة جمعة أو خطبة عيد وهذه تحتاج إلى إعداد واستعداد أكثر، أضف إلى ذلك أن الداعية إن كان ينتمي إلى دائرة حكومية، فهو مكلف بعمل حسب جدول معد والجدول مليء بالعمل المتواصل المنظم، فما على الداعية إلا أن يقوم بما عليه، وينفذ ما في الجدول المعد من إخوانه الإداريين في تلك الدائرة أو المركز الدعوي، "والدعوة إلى الله بابها واسع تشمل دعوة المسلمين وغير المسلمين، فبالنسبة للمسلمين ينتظم تعليمهم ما لا يسعهم جهله من أحكام دينهم، وتبصيرهم بما ينبغي أن يكونوا عليه في عقائدهم، وعباداتهم ومعاملاتهم، وتبين لهم وجه الحق فيما يلتبس عليهم، تصح المعتقد وترد على المعاند والمكابر. وتنظم وعظا لعامة المسلمين وخاصتهم، وإرشادهم ومناصحتهم وموالاتهم، وتنظيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحمل الناس على الالتزام بشرع الله وغير ذلك

الصفحة 150