كتاب دليل الداعية

مضحين له بالغالي والنفيس"1. فعلى الدعاة والمربين أن ينشئوا جيل الإسلام، وشباب الدعوة على خلق النصح والمناصحة، بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يكونوا جنودا مخلصين للدعوة، وحملة لمشاعل النور والهداية في العالم، مع ملاحظة بناء الشخصية المتكاملة المتوازنة، بحيث يتربى الشاب المنتمي للدعوة الإسلامية على بناء شخصيته بناءً متوازنا متكاملًا بحيث يراعي المربي -وهو الداعية- في تكوين الشاب، التوازن بين المادة والروح، ويوفق بين الدنيا والآخر، ويربط العبادة والحياة معًا، ويجمع بين التزكية والجهاد، ويوازن بين حقوق الله وحقوق العباد، فهذا التوازن والتكامل في بناء الشخصية الإسلامية يستطيع الشاب أن يمارس حياته الاجتماعية، والعملية والفكرية ونظرته للحياة، والواقع بتوازن وانسجام تام مع واقعية الحياة، وعلى الفطرة التي فطر عليها، دون شطط أو انحراف في المنهج والسلوك والتفكير والاعتقاد ومما ينتج عن الانحراف في التربية والتعليم عواقب وخيمة، وصعبة على الشخص نفسه، وعلى المجتمع الذي يعيش فيه، فتنبه أخي الداعي وأنت تقوم بدور الموجه، والمربي لهذه الأمة، فأنت المسئول وحدك عن هذا العمل، وعن القيام بمهام الدعوة والإصلاح حيثما كنت في بيتك، ومع أهلك وجيرانك ومع من تعرف ومن لا تعرف، حتى يكون المجتمع في سعادة وطمأنينة ورخاء في ظل تعاليم الإسلام السمحة، فأنت أيها الداعية الكريم قائد السفينة، فلا تدعها تغرق وأنت فيها.
__________
1 عن كتاب الدعوة الفردية وأهميتها في تربية الأجيال، تأليف: عقيل بن محمد المقطري ص11.

الصفحة 186