كتاب دليل الداعية

13- إقامة الدروس الدائمة:
أخي الداعية إن عملك الدؤوب والمستمر، والهادي مثمر ومفيد مع مرور الزمن، وإن كنت لا تشعر بذلك، فالابن عند أبويه يكبر ولكن لا يشعر بذلك الأبوان لوجوده بينهما، ووجودهما معه في البيت، أما الناس فهم يشعرون بذلك، بل يرونه واضحًا، وكذلك عملك في الدعوة إلى الله إنه يثمر وثماره يانعة، شعرت بذلك أو لم تشعر، بل قد لا تشعر كالأب لا يشعر بنمو ولده، وأنت كداعية ينبغي عليك ألا يشغلك عمل عن عمل فالداعية كالطائر تجده ينتقل من غصن إلى غصن، ومن شجرة إلى أخرى بخفة ورشاقة لا يطول به المقام في مكان واحد، وكذلك الداعية يسلك جميع الطرق، ويتبع جميع السبل الناجحة لتبليغ رسالة ربه إلى الناس كافة، وخاصة الذين في محيطه وبلده أو قريته أو الذين هو مكلف بالعمل معهم، فلو أن كل داعية قام بما يجب عليه في الدائرة المحدودة له لم يبق أحد إلا وصلته الدعوة، وبلغته الرسالة وقامت عليه الحجة، وفي هذا الموضوع يفضل أن يركز الداعية على الدروس الدائمة المستمرة اليومية، أو الأسبوعية في إحدى كتب العقيدة أو العبادات، أو التفاسير أو الأحاديث النبوية أو السيرة، أو اللغة العربية أو غيرها من الكتب الإسلامية المعاصرة، ويفضل الجمع بين بعض هذه العلوم، والتنويع في ذلك يعد أكثر فائدة، فإن التجربة أثبتت نجاح ذلك وعظيم فائدته، وبقاء المعلومات في الذاكرة أكثر وأطول والتأثر بها أبلغ، فحاول أخي الداعية أن يكون لك دروس ثابتة في كتاب معين مفيد، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، فأعن أخاك

الصفحة 187