كتاب دليل الداعية

أن تقدم للفقير ما يحتاجه من طعام وكساء وعلاج، ومأوى وإذا زارك أو زرته فتستقبله بالبشاشة، وطلاقة الوجه وإظهار الحب والعطف، والنصح بالتي هي أحسن كل هذه الأمور تجعلك قريبًا من الناس يفرحون بقدومك، ويسمعون كلامك ويعملون ما ترشدهم إليه من أمور دينهم، ودنياهم بكل ارتياح دون ملل أو سأم أو ضجر وتبرم، فينبغي للداعية أن يكون له دور فعال ومؤثر في الجمعيات الخيرية، والمنظمات الإغاثية المنتشرة داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، فإن هذه الجمعيات والمنظمات تقوم بجهود جبارة في الإغاثة حال الكوارث والنكبات، وما تقوم به هذه الجمعيات من رعاية وعناية بالأسر الفقيرة، ورعاية الأيتام والأرامل، ومشروع تفطير صائم وكفالة يتيم، وغير ذلك من الجهود التي تقوم بها هذه المنظمات الإغاثية، فعليك أن تشد عضد إخوانك وتعمل معهم، فالعمل معهم يعد بوابة تدخل منها للدعوة إلى الله، ونشر هذا الدين في محيط هؤلاء في بقاع كثيرة من هذه الأرض فرسالة الداعية عالمية لا تحدها حدود، ولا تحصرها أرض ولا تخص جنسًا دون الآخر ولا عرقًا معينا، ولا قبيلة دون الأخرى ولا لونًا دون لون ولا غنيا دون فقير:
أبي الإسلام لا أب لي سواه ... إذا افتخروا بقيس أو تميم
فالداعية دائما يلتمس أيسر الطرق، وأسهل السبل في دعوته إلى الله فهو كالشمعة تحترق لتضيء الطريق للسالكين، والسائرين إلى الله سبحانه وتعالى، بأمن وأمان فالدعاة يحملون في قلوبهم نور الإسلام وحلاوة الإيمان، وبرد العيش لا يخافون إذا خاف الناس ولا يقلقون إذا فزع الناس، أيها الداعية الكريم عليك أن تحمل راية الدعوة إلى الله وتبذل كل غال ونفيس، فإن الله سبحانه وتعالى يبارك في جهود الدعاة

الصفحة 191