كتاب دليل الداعية

15- دور المرأة في الدعوة:
إن ما سبق وما سيأتي في هذا الكتاب عن أهية الدعوة، وواجب الدعاة ودور المربي -يعني الداعية- ينطبق على الرجل والمرأة، فالمرأة مكلفة كما أن الرجل مكلف بشرائع الدين، وأصول العبادة وفروعها، والمرأة جزء من الرجل لها ما له وعليها ما عليه كما أن الرجل جزء من المرأة كذلك -مع التحفظ- ولا نقول كما يقول الغرب الكافر عن المرأة أنها مثل الرجل سواء بسواء في العمل، والخروج إلى الشارع والسفور وممارسة ما تريد دون وزاع أو رادع، وإطلاق العنان لها وللرجل في الشهوات، وعدم المعارضة بحجة الحرية الشخصية، أي حرية تهدر القيم، وتهدم الأسر وتخلط الأنساب؟؟ أي حرية شخصية تهين كرامة المرأة، وتجعلها سلعة رخيصة للرجل تكون بجانبه في المصنع وفي المكتب وفي المتجر، تكد وتكدح تلهث وراء لقمة العيش، وحطام الدنيا الزائل وتترك البيت وتربية الأولاد بل قد لا تنجب أولادًا؛ لأنها مشغولة غير فارغة للبيت والأولاد، مشغولة في شهواتها وملذاتها، وما تلبث أن يكبر بها السن فتكون غير صالح للعمل لكبر سنها، فتتحول إلى دور العجزة ليس لها ابن يحنو عليها، ولا زوج يعطف عليها ولا أخ يرحمها ولا أب يعولها، إن للمرأة في الإسلام دور عظيم مع بني جنسها من النساء إذ إنها تستطيع أن تدخل البيوت وتجتمع بالنساء وتحدثهن، وترشدهن إلى تعاليم الإسلام السمحة والقيام بمهام الدعوة، وتتحمل مسئوليتها في جميع مراحل الدعوة، ولذلك كان من الضروري أن تنال المرأة الحظ الوافر من الرعاية

الصفحة 193