كتاب دليل الداعية

16- دعوة غير المسلمين إلى الإسلام:
كما تقدم في هذا البحث أن الدعوة إلى هذا الدين واجب على كل مسلم، ومسلمة بعينه حسب قدرته واستطاعته لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ومما تقدم عرفنا كيف نتعامل مع المسلمين في دعوتهم إلى ترك المخالفات الشرعية، والأعمال البدعية التي لا تمت إلى هذا الدين بصلة لا من قريب ولا بعيد، وقد شاعت وانتشرت بين كثير من المسلمين حتى صارت عندهم من الشرع، بل إنهم يغضبون على منكرها، ويناصبونه العداوة والبغضاء جهلًا منهم لهذا العمل البدعي الذي شاب عليه الكبر وشب عليه الصغير، والداعية يتعامل مع المسلمين في دعوتهم إلى ترك المخالفات الشرعية، وامتثال الأوامر التي أمر الله بها وتطبيقها على أرض الواقع، والحث على فعلها والترغيب في الاستمرار عليها، وبيان الأجر العظيم المترتب على فعلها هذا للمدعو، فما لك أنت أيها الداعية إذا دعوت غير مسلم فأسلم وكنت أنت السبب في إسلامه وانقياده، وإنقاذه من النار، ودخوله مع المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم، عن سهل بن سعد قال: قال -صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم"1 الحديث. وغير المسلمين أصناف كثيرون فمنهم أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى، ومنهم من يعبد الحجر والكواكب وو.. إلخ ومنهم الملحد الذي لا يؤمن بإله البتة ولا ينقاد لدين كالشيوعية، كل هؤلاء أصناف من الناس في ذمتك أيها الداعية، وأنت مسئول عنهم يوم القيامة هل بلغت لهم هذا
__________
1 من حديث طويل يوم خيبر، رواه الإمام البخاري، كتاب الجهاد والسير: "3009".

الصفحة 195