كتاب دليل الداعية

بقيمته وأنه عضو نافع وجزء لا يتجزأ من هذا الخلق الذي هو معبد لله وخاضع له، بل إن هذا الكون شمسه وقمره وكواكبه خاضع طائع لخالقه، فكيف بك أيها الإنسان حري بك، وجدير بك أن تخضع وتطيع لهذا الخالق العظيم وتعبده وحده، ولا تشرك به شيئا فهو المستحق للعبادة وحده دون سواه، فقد كان من هديه -صلى الله عليه وسلم- دعوة غير المسلمين من يهود ونصارى، ووثنيين وغيرهم دعوة جماعية، وفردية حسب المقتضيات والظروف بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، وبالمناظرة والمحاورة أحيانًا، وكثيرًا ما كان اليهود يناظرون الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويلقون عليه الأسئلة للتعجيز، والمباهاة فكان يأتيه الجواب من السماء كالصاعقة عليهم، وهناك فئة ثالثة من الكفار وهم الملحدون1، وهم ما يعرف الآن بالشيوعية لا يؤمنون بإله البته لا يدينون بدين، هؤلاء لا بد من مناظرتهم، وبيان أن هذا الكون لا بد له من موجد وخالق عظيم، وأنه لا يمكن لشيء أن يخلق نفسه أو يتكون بنفسه، واضرب له مثالًا أيها الداعية اللبيب بسفينة محملة بأنواع البضائع جاءت من الهند، ورست في ميناء جدة هي التي صنعت نفسها، وحملت نفسها وأفرغت حمولتها بنفسها. سيقول الملحد: هذا غير معقول؟ فنقول له: وهذا الكون والخلق العظيم دون خالق غير معقول، إن الكفار الذي لا يؤمنون بدين أصلًا يسهل دخولهم وانقيادهم للإسلام إذ إن الإنسان بفطرته يبحث عن دين يعتنقه، فتجد الملحد أحيانا يجرب عدة أديان عله يجد فيها السعادة والراحة فلا يجد فيقى حائرًا، فإذا يسر الله له
__________
1 انظر كتاب: كيف تدعو ملحدا، تأليف: أبي يوسف مدحت بن الحسن آل فراج، تقريض فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، دار طيبة للنشر والتوزيع.

الصفحة 198