كتاب دليل الداعية

داعية يدله ويرشده إلى الدين الحق فإنه يعتنقه بسهولة، من هذا يتبين أن دعوة غير المسلمين بمختلف أنواعهم، وأصنافهم واجب على كل مسلم ومسلمة أن يقدم ما يستطيع من كلمة طيبة، ومعاملة حسنة وإسداء الإحسان والمعروف وتقديم الهدية، فقد ذكر عبد الملك القاسم وفقه الله في إحدى كتبه أن أحد الشباب كان يعمل ممرضًا في المستشفى التخصصي بالرياض، وكانت له علاقات طيبة مع جميع العاملين في المستشفى، وخاصة الأطباء بما فيهم غير المسلمين، فكان يقدم لهم الخدمات ويدعوهم إلى وليمة في مكان جميل وطيب -استراحة- بين فترة وأخرى، وعند انتهاء خدمات أحد الأطباء الإنجليز أراد هذا الشاب أن يقدم له هدية، فاستشار أحد أصدقائه فقال: قدم له كتابًا لعل الله أن ينفعه به، وكان في نية هذا الشاب أن يقدم له تحفة لعلمه أن الإنجليز يحبون التحف، وعندما ذهب يشتري تحفة دخل أحد المكتبات العامة، وإذا بعينه تقع على كتيب صغير باللغة الإنجليزية، فتذكر قول صديقه فاشتراه ووضعه داخل التحفة، وقدمها هدية في حفل متواضع، وذهب هذا الطبيب إلى بلده وفتح الهدية فسر بها كثيرًا وخاصة أن بداخلها كتابًا، ففرح به كثيرًا فبدأ في قراءته فإذا هو عن الإسلام، وقال: في نفسه يا إلهي هذا الدين الذي كنت أسمع عنه كثيرا فشرح الله صدره للإسلام، فأسلم بسبب هذا الكتيب الذي لا يتعدى قيمته خمسة ريالات فقط، وأرسل رسالة بعد فترة إلى صديقه الشاب، وقد نسيه الشاب. وإذا في الرسالة، أخي في الإسلام أخبرك أنني دخلت في الإسلام ونطقت بالشهادتين -أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله- بسبب هذا الكتيب الذي أهديته لي، وقد أختار

الصفحة 199