كتاب دليل الداعية

والتطوير المستمر من خلال ما يكتب، ويرفع من تقارير واقتراحات عن سير الدعوة من قبل الدعاة، إن التنسيق والنظام عنصر أساسي لا يقوم العمل الدعوي بدونه، فهو مطلب لا بد منه لتحقيق الانسجام وتوحيد الجهود، فكل دائرة وكل مركز دعوي يهتم بالدعوة مطالب أن يبادر بالتنسيق مع الدوائر الأخرى، والقطاعات الدعوية المنتشرة داخل المملكة العربية السعودية، وخارجها كل فيما يخصه، ويناسب القطاع الذي يعمل فيه، ويفضل استخدام نماذج موحدة لهذا الغرض.
فالتنسيق يعطي فرصة المشاركة لجميع المستويات الدعوية في زيادة الإنماء وفي إثراء الأفكار، والتوصل إلى اختيار أفضل البدائل واتخاذ القرارات القابلة للتنفيذ، كما أن من الضروري سرعة الاتصال بين الرئيس والمرءوس، والعكس وبين المراكز والإدارات المختلفة للتنسيق وتوحيد العمل، والإجراءات والاستفادة من تجارب الآخرين، وتبادل المعلومات والأفكار بصورة منظمة وفعالة، ومن الأمور الأساسية في التنسيق: الموضوعية في التقويم، إذ لا يوجد عمل بشري بلا أخطاء، والذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل، وهذا بحد ذاته خطأ، عند ما يقع الخطأ يجب البحث عن أسبابه وليس تركيز كل الجهود على توجيه اللوم وتبادل الاتهام.
كما أن الإشراف والتقويم عنصر أساسي في الإدارة، ومن المهم جدًّا متابعة عمل الدعاة لتقويم النتائج، وتطبيق مبدأ دعم الإيجابيات وإيقاف السلبيات، وتشجيع المتميزين من الدعاة وتكريمهم وتوجيه المقصرين، وإرشادهم والأخذ بأيديهم ومساعدتهم في عملهم وتقويم أخطائهم وتصحيحها، حتى يصبح الدعاة جميعًا يدًا واحدة وعملا موحدا بهذا يصل الدعاة إلى المستوى اللائق بهم، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

الصفحة 218