كتاب دليل الداعية

وأصحاب المؤسسات والمصانع والعمال، والأزواج والزوجات وعامة الناس وخاصتهم، فيجب عليه أن يحدث كل طائفة من الناس بما هم في حاجة إليه وما ينفعهم.
فيبين للولاة ما يجب عليهم تجاه رعيتهم، ويبين للرعية ما فرض الله عليهم من حقوق السلطان، ويذكر أهل العلم بما للعامة من حقوق عليهم، وينبه العوام بما يجب عليهم من احترام العلماء، وحسن الاستفادة منهم. يخبر الأثرياء بما وعد الله تعالى المنفقين على أهل الحاجة، والفقر في الدنيا والآخرة، ويبين للفقراء والمساكين فضل العفاف، وكراهية المسألة. يسمع أرباب العمل وأصحاب المؤسسات، والشركات ما بشر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أعطى الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، ويؤكد على العمال ضرورة الإخلاص في العمل وإتقانه. يوضح للرجال ما لزوجاتهم عليهم من حقوق، ويشرح للزوجات ما فرض الله عليهن تجاه أزواجهن"1.
فأئمة المسلمين وعامتهم بحاجة إلى مناصحة، لكن الداعية الذي يريد مناصحة ولاة الأمر لا بد أن يكون عالمًا أمينًا ثقةً صالحًا ورعا مقبولا عند الجميع، وأمر النصيحة لأئمة المسلمين ليس متروكًا للأفراد والجماعات؛ لأنه بهذه الحال سوف يؤدي إلى التشويش والفتنة والفوضى، وهذا هو منهج السلف الصالح، فالعلماء هم الذين كانوا يدخلون على الخلفاء من بني أمية، وبني العباس يعظونهم وينصحونهم، ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، فعلى الداعية أن يدعو الناس إلى الاجتماع، والتحذير من
__________
1 عن كتاب مراعاة أحوال المخاطبين، د. فضل إلهي: "ص60".

الصفحة 76