كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 1)

وحكي عن بعض الفقهاء أنه كان يقول: حبّ من الناس حبّ من الله، وما صلح دين إلا بحياء، ولا حياء الا بعقل، وما صلح حياء ولا دين ولا عقل إلا بأدب.
وأنشد أبو الفضل الرياشي [1] :
طلبت يوما مثلا سائرا ... فكنت في الشعر له ناظما
لا خير في المرء إذا ما غدا ... لا طالب العلم ولا عالما
وفي الخبر [2] : ارحموا ثلاثة: عزيز قوم ذلّ، وغنيّ قوم افتقر، وعالما يلعب الجهال بعلمه؛ فنظمه شاعر فقال:
إني من النفر الثلاثة حقّهم ... أن يرحموا لحوادث الأزمان
مثر أقلّ وعالم مستجهل ... وعزيز قوم ذلّ للحدثان
ويقال: فقدان الأديب الطبع كفقدان ذي النجدة السلاح، ولا محصول لأحدهما دون الآخر. وقال [3] :
نعم عون الفتى إذا طلب ... العلم ورام الآداب صحة طبع
فإذا الطبع فاته بطل السعي ... وصار العناء في غير نفع
ومما يقارب ذلك قول بعضهم [4] :
من كان ذا عقل ولم يك ذا غنى ... يكون كذي رجل وليس له نعل
ومن كان ذا مال ولم يك ذا حجى ... يكون كذي نعل وليس له رجل
__________
[1] العقد 2: 215 (أربعة أبيات) .
[2] ورد في مسند الشهاب (رقم: 486 ص: 428) : ارحموا ثلاثة ... وأورده ابن الجوزي في الموضوعات 1: 236 وانظر محاضرات الراغب 1: 44 وأدب الدنيا والدين: 76 يقوله الرسول حين قابلته ابنة حاتم.
[3] ورد البيتان في روضة العقلاء: 39.
[4] ورد البيتان في روضة العقلاء: 23.

الصفحة 18