كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 1)

شاعر [1] :
كم من خسيس وضيع القدر ليس له ... في العزّ أصل ولا ينمى إلى حسب
قد صار بالأدب المحمود ذا شرف ... عال وذا حسب محض وذا نشب
وقال بزرجمهر [2] : من كثر أدبه كثر شرفه وإن كان وضيعا، وبعد صوته وإن كان خاملا، وساد وإن كان غريبا، وكثرت الحاجة إليه وإن كان فقيرا.
ويقال [3] : عليكم بالأدب فإنه صاحب في السفر، ومؤنس في الحضر، وجليس في الوحدة، وجمال في المحافل، وسبب إلى طلب الحاجة.
ويقال [4] : مروءتان ظاهرتان: الفصاحة والرياش.
وكلم شبيب بن شيبة رجلا من قريش فلم يحمد أدبه وقال [5] .
وكم من ماجد أضحى عديما ... له حسن وليس له بيان
وما حسن الرجال لهم بزين ... إذا لم يسعد الحسن اللسان
وقال أبو نواس: ما استكثر أحد من شيء إلّا ملّه وثقل عليه، إلا الأدب فإنه كلما استكثر منه كان أشهى له وأخفّ عليه.
وقال: الشّره في الطعام دناءة، وفي الأدب مروءة.
ويقال: الأديب نسيب الأديب، قال أبو تمام [6] :
إن يكد مطّرف الإخاء فإننا ... نسري ونغدو في إخاء تالد
__________
[1] ورد البيتان في غرر الخصائص: 145.
[2] قول بزرجمهر في غرر الخصائص: 144 وهو دون نسبة في لباب الآداب: 233 وفي عين الأدب والسياسة: 127.
[3] قريب من هذا قول شبيب بن شيبة: اطلبوا الأدب فإنه عون على المروءة وزيادة في العقل وصاحب في الغربة وحلية في المجالس (بهجة المجالس 1: 112) وعين الأدب والسياسية: 123 وقارن بروضة العقلاء: 220.
[4] البيان والتبيين 1: 296 وعيون الأخبار 1: 296 ونثر الدر 3: 25 والامتاع والمؤانسة 2: 149 وشرح النهج 18: 129 ومحاضرات الراغب 2: 365 والتذكرة الحمدونية 1: 254.
[5] ورد الثاني في أدب الدنيا والدين: 266 ومعه بيتان آخران. وكذلك في عين الأدب والسياسة: 122.
[6] ديوان أبي تمام 1: 407.

الصفحة 21