كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 5)

غلماني في التجارة إلى البلاد، وأقمت عنده سنة وخمسة أشهر أو سنة حتى ختمت، واتفق أن لم يردّ عليّ في هذه الرواية خلافا من جودة قراءتي، فلما قرب أن أختم الكتاب جمع أصحابه الذين قرؤوا عليه في البلاد القريبة منه وأمرهم أن يحمل إليّ كلّ واحد منهم شستكة «1» قيمتها دينار أحمر وفيها من دينارين إلى خمسة، وقال لهم المقرىء: اعلموا أنّ هذا الشاب قرأ عليّ الرواية الفلانية ولم أحتج أن أردّ عليه، ووزن في كلّ يوم مثقالا من الفضة، وأردت أن أعرف حرصه في القراءة مع الجودة.
وردّ عليّ ما كان أخذه مني، ودفع إليّ كلّ ما حمله أصحابه من الشساتك والذهب، فامتنعت، فأظهر الكراهية حتى أخذت ما أشار إليه وخرجت من تلك البلدة.
[987]
محمد بن أحمد الابيوردي الكوفني أحد قراء أبيورد:
هو أبو المظفر محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن إسحاق بن أبي العباس محمد الإمام بن إسحاق بن الحسن أبي الفتيان بن أبي مرفوعة منصور بن معاوية الأصغر بن محمد بن أبي العباس عثمان بن عنبسة [بن] عتبة بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف؛ نقلت هذا النسب من تاريخ جمعه منوجهر بن اسفرسيان بن منوجهر ابتدأه فيما ذكر لي في أوله من بعد ما ذكره الوزير أبو شجاع فقال فيه عند ذكر الأبيوردي: حكي أنه كان من أبيورد، ولم يعرف له هذا النسب، وانه كان ببغداد في خدمة مؤيد الملك ابن نظام الملك، فلما عادى مؤيد الملك عميد الدولة ابن جهير ألزمه أن يهجوه ففعل، فسعى عميد الدولة إلى الخليفة بأنه قد هجاك ومدح صاحب مصر، فأبيح دمه فهرب إلى همذان، واختلق هذا النسب حتى ذهب عنه ما قرف به من مدح صاحب مصر، وكان يكتب على كتبه
__________
(987) - ترجمة الأبيوردي في إنباه الرواة 3: 49 والمنتظم 9: 176 ومعجم البلدان (أبيورد) وابن خلكان 4: 444 وعبر الذهبي 4: 14 وسير الذهبي 19: 283 وتذكرة الحفاظ: 1241 والوافي 2: 91 ومرآة الزمان، 29 ومرآة الجنان 3: 196 وطبقات السبكي 6: 81 والبداية والنهاية 12: 176 والنجوم الزاهرة 5: 206 وبغية الوعاة 1: 40 والشذرات 4: 18.

الصفحة 2360