كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 6)

ثم أنشأ يقول «1» :
إذا المشكلات تصدّين لي ... كشفت حقائقها بالنظر
لسان كشقشقة الأرحبيّ ... أو كالحسام اليماني الذكر
ولست بإمّعة في الرجال ... أسائل هذا وذا ما الخبر
ولكنني مدره الأصغرين جلّاب خير وفرّاج شر وحدث الربيع بن سليمان قال: لما دخل الشافعيّ مصر أول قدومه إليها جفاه الناس فلم يجلس إليه أحد، قال فقال له بعض من قدم معه: لو قلت شيئا يجتمع إليك الناس، قال فقال: إليك عني وأنشأ يقول:
أأنثر درّا بين سارحة النعم ... وأنظم منثورا لراعية الغنم
الأبيات التي مرت آنفا.
وجرى بين الشافعي وبين بعض من صحبه مجانة فقال «2» :
وأنزلني طول النوى دار غربة ... إذا شئت لاقيت امرءا لا أشاكله
أحامقه حتى يقال سجية ... ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله
وحدث الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول «3» :
يا راكبا قف بالمحصّب من منى ... واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضا حبّ آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي
ومن كتاب الامام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي باسناده إلى الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعيّ، وسأله رجل عن مسألة، فقال «4» يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وكذا، فقال له السائل: يا أبا عبد الله أتقول بهذا؟ فارتعد الشافعي واصفرّ

الصفحة 2408