كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 1)

وحدث عن أبي توبة عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه قال [1] : تكلم أبو جعفر المنصور في مجلس فيه أعرابيّ فلحن، فصرّ الأعرابي أذنيه، فلحن مرة أخرى أعظم من الأولى، فقال الأعرابي: أفّ لهذا ما هذا؟ ثم تكلم فلحن الثالثة، فقال الأعرابي. أشهد لقد وليت هذا الأمر بقضاء وقدر.
وحدث بإسناد رفعه إلى الواقدي قال: صلى رجل من آل الزبير خلف أبي جعفر المنصور وقرأ أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ
(التكاثر: 1) فلحن في موضعين، قال: فلما سلم التفت الزبيري إلى رجل كان إلى جانبه فقال له: ما كان أهون هذا القرشيّ على أمله.
وقال بعض الشعراء [2] :
النحو يبسط من لسان الألكن ... والمرء نعظمه إذا لم يلحن
وإذا طلبت من العلوم أجلّها ... فأجلّها عندي مقيم الألسن
وقال آخر [3] :
إما تريني وأثوابي مقاربة ... ليست بخزّ ولا من حرّ كتّان
فإنّ في المجد همّاتي وفي لغتي ... علويّة ولساني غير لحان
وحدث قال [4] : قدم طاهر بن الحسين والعباس بن محمد بن موسى على الكوفة، فرادّه طساسيج من سوادها، فوجّه العباس كاتبه إليه، فلما دخل على طاهر قال له: أخيك أبي موسى يقرأ عليك السلام، قال: وما أنت منه؟ قال: كاتبه الذي يطعمه الخبز، قال: نعم عليّ بعيسى بن عبد الرحمن، قال: فجاء- وكان عيسى كاتب طاهر- فقال: اكتب وأنت قائم بصرف العباس بن محمد بن موسى عن
__________
[1] ورد الخبر بإيجاز في عيون الأخبار 2: 160.
[2] عيون الأخبار 2: 157 والعقد 2: 479 وبهجة المجالس: 1: 66 والكامل للمبرد 1: 248 وزهر الآداب: 720 لإسحاق بن خلف البهراني وغرر الخصائص: 172 وعين الأدب والسياسة: 123 لبزرجمهر.
[3] البيان والتبيين 1: 167 والمحاسن والمساوىء: 426 وغرر الخصائص: 186 وعين الأدب والسياسة:
122- 123.
[4] الخبر في كتاب بغداد: 73.

الصفحة 26