كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 1)

الكوفة إذ لم يتخذ كاتبا يحسن الأداء عنه.
وحدث في ما أسنده إلى الضحاك بن زمل السكسكي، وكان من أصحاب المنصور، قال [1] : كنا مع سليمان بن عبد الملك بدابق إذ قام إليه الشحاج الأزدي الموصلي فقال: يا أمير المؤمنين إنّ أبينا هلك وترك مال كثير، فوثب أخانا على مال أبانا فأخذه، فقال سليمان: فلا رحم الله أباك ولا نيّح عظام أخيك [2] ، ولا بارك الله لك فيما ورثت، أخرجوا هذا اللحّان عني، فأخذ بيده بعض الشاكرية [3] وقال: قم فقد آذيت أمير المؤمنين، فقال: وهذا العاضّ بظر أمه اسحبوا برجله.
وحدث قال، قال رجل للحسن [4] : يا أبا سعيد ما تقول في رجل مات وترك أبيه وأخيه؟ فقال له الحسن: ترك أباه وأخاه، فقال له: فما لأباه وأخاه فقال له الحسن: إنما هو فما لأبيه وأخيه، قال يقول الرجل للحسن: يا أبا سعيد ما أشدّ خلافك عليّ، قال: أنت أشدّ خلافا عليّ أدعوك إلى الصواب وتدعوني إلى الخطأ.
وحدث فيما رفعه عبد الله بن المبارك قال [5] : بعث الحجاج إلى والي البصرة أن اختر لي عشرة ممن عندك فاختار رجالا منهم كثير بن أبي كثير، قال: وكان رجلا عربيا، قال كثير: وقلت في نفسي لا أفلت من الحجاج إلا باللحن، قال: فلما دخلنا عليه دعاني ما اسمك؟ قلت: كثير قال: ابن من؟ فقلت في نفسي: إن قلتها بالواو لم آمن أن يتجاوزها قال قلت: أنا ابن أبا كثير، فقال عليك لعنة الله وعلى من بعث بك، جؤوا [6] في قفاه، قال: فأخرجت.
وحدث في ما أسنده إلى الأصمعي قال [7] : سمعت مولى لعمر بن الخطاب
__________
[1] نور القبس: 3 وعيون الأخبار 2: 159 والبيان والتبيين 2: 222 ومحاضرات الراغب 1: 67 وصبح الأعشى 1: 169 (وهو في أكثر المصادر متصل بزياد بن أبي سفيان) والمحاسن والأضداد: 6 ومصورة ابن عساكر 8: 401.
[2] أي لا صلبها ولا شدّ منها.
[3] الشاكرية: الخدم.
[4] قارن بالعقد 2: 481 (والقول موجه لشريح) .
[5] زهر الآداب: 906.
[6] جؤوا فعل أمر من «وجأ» .
[7] عيون الأخبار 2: 155 والمحاسن والأضداد: 85.

الصفحة 27