كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 2)

وليس اغترابي في سجستان أنني ... عدمت بها الإخوان والدار والأهلا
ولكنني «1» ما لي بها من مشاكل ... وإن الغريب الفرد من يعدم الشكلا
وله:
شرّ السباع العوادي دونه وزر ... والناس شرهم ما دونه وزر
كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع ... وما ترى بشرا لم يؤذه بشر
ومنه أيضا:
ما دمت حيا فدار الناس كلّهم ... فإنما أنت في دار المداراة
من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى ... عما قليل نديما للندامات
ومنه أيضا:
وقائل ورأى من حجبتي عجبا ... كم ذا التواري وأنت الدهر محجوب
فقلت حلّت نجوم السعد «2» منذ بدا ... نجم المشيب ودين الله مطلوب
فلذت من وجل بالاستتار عن الأبصار إنّ غريم الموت مرهوب ومنه أيضا:
تغنّم سكون الحادثات فإنها ... وإن سكنت عما قليل تحرّك
وبادر بأيام السلامة إنها ... رهون وهل للرّهن عندك مترك
ومنه أيضا:
تسامح ولا تستوف حقّك كلّه ... وأبق فلم يستقص قطّ كريم
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد ... كلا طرفي قصد الأمور ذميم «3»
وقال أبو القاسم الداودي الهروي، قال الثعالبي له في مرثية الخطابي رحمه الله:
انظروا كيف تخمد الأنوار ... انظروا كيف تسقط الأقمار
انظروا هكذا تزول الرواسي ... هكذا في الثرى تغيض البحار

الصفحة 490