كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 1)
فقال: لا تفعل لأنه مؤدب المؤيد، فقلت: يا أمير المؤمنين إنه لم يؤدّبه حسبة وإنما أدّبه بأجرة، فإذا أعطيته حقّه فقد قضيت ذمامه. فقام ابن سعدان فقال: يا أبا العيناء لا والله ما صدق أمير المؤمنين في شيء مما حكاه عني، ثم أقبل على المتوكل فقال:
أيّ شيء أسهل عليك يا أمير المؤمنين من أن ينقضي مجلسك على ما تحبّ ثم يخرج هذا فيقطعني؟! قال: فضحك المتوكل.
- 11-
إبراهيم بن سعيد بن الطيب أبو إسحاق الرفاعي
: قال أبو طاهر السلفي [1] وسألته يعني أبا الكرم الحوزي [2] عن الرفاعي فقال: هو من عبد السي [3] وكان ضريرا، قدم صبيا ذا فاقة إلى واسط، فدخل الجامع إلى حلقة عبد الغفّار الحضيني [4] فتلقن القرآن، فكان معاشه من أهل الحلقة، ثم أصعد إلى بغداد فصحب أبا سعيد السيرافي وقرأ عليه «كتاب شرح سيبويه» وسمع منه كتب اللغة والدواوين، وعاد إلى واسط. وقد مات عبد الغفار، فجلس صدرا يقرىء الناس في الجامع، ونزل الزيدية من واسط، وهناك تكون الرافضة والعلويون، فنسب إلى مذهبهم ومقت على ذلك وجفاه الناس: وكان شاعرا حسن الشعر جيده. وجدت في كتاب أبي غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي [5] أنشدني أبو إسحاق الرفاعي لنفسه:
__________
[11]- الوافي 5: 354 ونكت الهميان: 88 (والنقل عن ياقوت) وإنباه الرواة 1: 167 وبغية الوعاة 1: 413 (وفيه عن ياقوت أيضا) وطبقات ابن الجزري 1: 15.
[1] سؤالات الحافظ السلفي رقم 93 (ص 83- 86) .
[2] هو أبو الكرم خميس بن علي الحوزي، توفي سنة 520 (والحوز قرية قرب واسط) وترجمته رقم: 467.
[3] في السؤالات: عبد أمي؛ وعند القفطي: فقال هو من عبد القيس (من ربيعة الفرس) وينقل الأستاذ مطاع طرابيشي عن الأستاذ مصطفى جواد أنه يرجح: عبدسي، وهو اسم قرية في البطائح.
[4] هو أبو الطيب عبد الغفار بن عبيد الله الحضيني، كان متصدرا بجامع واسط للاقراء، وتوفي سنة 367 (السؤالات رقم: 25 وفي الحاشية ذكر لمصادر ترجمته) .
[5] هو ابن بشران المتوفى سنة 462 وسيترجم له ياقوت رقم: 981.
الصفحة 65
3541