كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 1)

فإن ألفيتني حرّا مطاعا ... فإنك واجدي عبد الصديق
وكان [1] إبراهيم يهوى جارية لبعض المغنين بسرّ من رأى يقال لها ساهر [2] شهر بها، وكان منزله لا يخلو منها، ثم دعيت في وليمة لبعض أهلها فغابت عنه ثلاثة أيام، ثم جاءته ومعها جاريتان لمولاها وقالت له: قد أهديت صاحبتيّ إليك عوضا عن مغيبي عنك، فقال:
أقبلن يحففن مثل الشمس طالعة ... قد حسّن الله أولاها وأخراها
ما كنت فيهنّ إلا كنت واسطة ... وكنّ دونك يمناها ويسراها
وجلس [3] يوما مع إخوانه للشرب وبعث خلفها فابطأت عليه، وتنغّص عليه وعلى جلسائه يومه، وكان عندهم عدة من القيان، ثم وافت فسرّي عنه وطابت نفسه وشرب وطرب، وقال [4] :
ألم ترنا يومنا إذ نأت ... ولم تأت من بين أترابها
وقد غمرتنا دواعي السرور ... بإشعالها وبالهابها
ونحن فتور إلى أن بدت ... وبدر الدجى تحت أثوابها
ولما نأت كيف كنّا بها ... ولما دنت كيف صرنا بها
فتغضبت [5] فقالت: ما القصة كما ذكرت، وقد كنتم في قصفكم مع من حضر، وإنما تجملتم لي لما حضرت فقال [6] :
يا من حنيني إليه ... ومن فؤادي لديه
ومن إذا غاب من بي ... نهم أسفت عليه
__________
[1] الأغاني 10: 48 والوافي 6: 25- 26.
[2] الأغاني: سامر؛ المختصر: ساهره.
[3] الأغاني 10: 46.
[4] الطرائف الأدبية: 140.
[5] الأغاني: فتجنّت.
[6] الطرائف الأدبية: 152.

الصفحة 75