كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 1)
فقال له: ما كان عندي إلا أنه من أهل السواد، فضحك إبراهيم وقال: إنما أردت قول الشاعر:
يسائل عن أخي جرم ... ثقيل والذي خلقه
وكتب [1] إبراهيم شفاعة لرجل إلى بعض إخوانه: فلان ممن يزكو شكره.
ويعنيني أمره، والصنيعة عنده واجدة موضعها [2] وسالكة طريقها:
وأفضل ما يأتيه ذو الدين والحجى ... إصابة شكر لم يضع معه أجر
ونظر [3] إبراهيم إلى الحسن بن وهب وهو مخمور فقال له [4] :
عيناك قد حكتا مبى ... تك كيف كنت وكيف كانا
ولربّ عين قد أرت ... ك مبيت صاحبها عيانا
قال [5] ورفع أحمد بن المدبر على بعض عمال إبراهيم فحضر إبراهيم دار المتوكل فرأى هلال الشهر على وجهه ودعا له وضحك وقال له: إنّ أحمد بن المدبر رفع على عاملك كذا وكذا فاصدقني عنه، قال إبراهيم: فضاقت عليّ الحجة، وخفت أن أحقق قوله إن اعترفت ثم لا أرجع منه إلى شيء فيعود علي الغرم، فعدلت عن الحجّة إلى الحيلة فقلت: أنا في هذا يا أمير المؤمنين كما قلت فيك [6] :
ردّ قولي وصدّق الأقوالا ... وأطاع الوشاة والعذّالا
أتراه يكون شهر صدود ... وعلى وجهه رأيت الهلالا
فقال: لا يكون ذلك والله، لا يكون ذلك أبدا، والتفت إلى الوزير وقال له:
كيف تقبل في المال قول صاحبه؟
__________
[1] الأغاني 10: 54.
[2] الأغاني: واقعة موقعها.
[3] الأغاني 10: 55.
[4] الطرائف الأدبية: 175.
[5] الأغاني: 59- 60 والوافي 6: 27.
[6] الطرائف الأدبية: 149.
الصفحة 77
3541