كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 1)
وقال إبراهيم في الفضل بن سهل [1] :
يقضي الأمور على بديهته ... وتريه فكرته عواقبها
فيظلّ يصدرها ويوردها ... فيعمّ حاضرها وغائبها
وإذا ألمّت صعبة عظمت ... فيها الرزيئة كان صاحبها
المستقلّ بها وقد رسبت ... ولوت على الأيام جانبها
سست الخلافة إذ نصبت لها ... فحميتها ومنعت جانبها
وعدلتها بالعدل فاعتدلت ... ووسعت راغبها وراهبها
وإذا الحروب غلت بعثت لها ... رأيا تفلّ به كتائبها
رأيا اذا نبت السيوف مضى ... عزم به يسقي مضاربها
أجرى إلى فئة بدولتها ... وأقام في أخرى نوادبها
واذا الخطوب تأثّلت ورست ... هدّت فواضله نوائبها
وإذا جرت بضميره يده ... أبدت له الدنيا مناقبها
قال [2] واجتمع هارون بن محمد بن عبد الملك بن الزيات وابن برد الخيار في مجلس عبيد الله بن سليمان، فجعل هارون ينشد من شعر أبيه محاسنه ويفضله ويقدمه، فقال له ابن برد الخيار: إن كان لأبيك مثل قول ابراهيم بن العباس الصولي [3] :
أسد ضار إذا هيّجته ... وأب برّ إذا ما قدرا
يعرف الأبعد إن أثرى ولا ... يعرف الأدنى إذا ما افتقرا
أو مثل قوله [4] :
تلج السنون بيوتهم وترى لهم ... عن جار بيتهم ازورار مناكب
__________
[1] الأغاني 10: 64- 65 والطرائف الأدبية: 128.
[2] الأغاني 10: 67.
[3] الطرائف الأدبية: 133 مروج الذهب 5: 26 وزهر الآداب: 399.
[4] الطرائف الأدبية: 129.
الصفحة 79
3541