كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 1)

قال الصولي حدثني جرير بن أحمد بن أبي داود قال: كان إبراهيم أصدق الناس لأبي، فعتب على ابنه أبي الوليد في شيء فقال فيه أحسن قول: ذمّه ومدح أباه وما أحسن هذا من جهة جرير [1] :
عفّت مساو تبدّت منك واضحة ... على محاسن أبقاها [2] أبوك لكا
لئن تقدمت أبناء الكرام به ... فقد تقدّم آباء الكرام بكا
وروي لإبراهيم في محمد بن عبد الملك [3] :
إن كان رزقي عليك فارم به ... في ماضغي حيّة على رصد
لو كنت حرا كما زعمت وقد ... كررتني بالمطال لم أعد
لكنني عدت ثم عدت فإن ... عدت إلى مثلها إذا فعد
أعتقني سوء ما أتيت من ... الرقّ فيا بردها على كبدي
فصرت عبدا للسوء فيك وما ... أحسن سوء قبلي إلى أحد
وله فيه [4] :
وقائل لا أبدا ... إن جدّ أو إن هزلا
فهو إذا اضطر إلى ... قول نعم قال بلى
تعودوا منه لما ... ضمت بلى من قول لا
ومما يستحسن من شعر إبراهيم بن العباس [5] :
ابتداء بالتجني ... وقضاء بالتظني
واشتفاء بتجنى ... ك لأعدائك منّي
__________
[1] البيتان عند ابن خلكان 1: 89 وأمالي المرتضى 1: 487 والطرائف: 162.
[2] م: نقاها.
[3] الثابت: أنها ليست للصولي بل هي لأبي الأسد، انظر معاني العسكري 2: 203.
[4] الطرائف الأدبية: 164.
[5] الطرائف الأدبية: 151.

الصفحة 84