كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (اسم الجزء: 1)
- 17-
إبراهيم بن عبد الله النجيرمي أبو إسحاق النحوي اللغوي
: أخذ عنه أبو الحسين المهلبي وجنادة اللغوي الهروي وكثير من أهل العلم، وكان مقامه بمصر، قال أبو سعد السمعاني: النّجيرميّ نسبة إلى نجيرم، ويقال نجارم، وهي محلّة بالبصرة.
قال المؤلف: لم يصب السمعانيّ في قوله، إلا أن يكون طائفة من أهل هذا الموضع أقاموا بموضع من محالّ البصرة فنسب إليهم، ونجيرم قرية كبيرة على ساحل بحر فارس بينها وبين سراف نحو خمسة عشر فرسخا، رأيتها، يسمونها أهلها والنجار نيرم فيسقطون الجيم تخفيفا أو تخلفا، وليس مثلها يحتمل أن يكون لأهلها محلة بالبصرة، وهم فرس من فرس الحال [1] أكثر أكلهم النبق والسمك.
حدثني بعض أهل مصر عند كوني بها في سنة اثنتي عشرة وستمائة قال: حدثت أن الفضل بن عباس [2] دخل على كافور الإخشيدي فقال له: أدام الله أيام سيدنا الأستاذ، فخفض الأيام، فتبسم كافور إلى أبي إسحاق النجيرمي، فقال أبو إسحاق [3] :
لا غرو أن لحن الداعي لسيدنا ... وغصّ من هيبة بالريق والبهر
فمثل سيدنا حالت مهابته ... بين البليغ وبين القول بالحصر
فان يكن خفض الأيام عن دهش ... من شدّة الخوف لا من قلّة البصر
فقد تفاءلت في هذا لسيدنا ... والفأل نأثره عن سيّد البشر
بأن أيامه خفض بلا نصب ... وأن دولته صفو بلا كدر
__________
[17]- ترجمة النجيرمي في إنباه الرواة 1: 170 والوافي 6: 34 وبغية الوعاة 1: 414 والنجوم الزاهرة 4: 3 وأورد له ابن سعيد في المغرب (قسم مصر: 167) رسالة طويلة كتبها عن الاخشيد إلى ملك الروم، وأعجب بها فنسخ منها عدة نسخ بعث بها إلى البصرة، كما أورد له الحصري في زهر الآداب: 617- 619 رسالة في وصف القلم، وانظر المقفى 1: 239.
[1] كذا، ولعل الصواب: من فقيري الحال.
[2] في بعض المصادر: عياش.
[3] وردت الأبيات أيضا في زهر الآداب: 619 والغيث الذي انسجم 1: 120 والمقفى.
الصفحة 87
3541