كتاب في سبيل الإصلاح

هذا أصل يتفرع عنه فروع كثيرة، أولها: تأدية حق الله في العبادة، والمحافظة على الصلوات، والرجوع إلى أحكام الدين فيما يختلف فيه من أمور الحياة، إلى غير ذلك مما يراه المسلم رأس الأمر وملاكه ويسميه المجددون (المتجردون) رجعية وجموداً.
وثانيهما: خروج المرأة من دارها، وحالها عند الخروج وزيها وزينتها، وتبرجها في الأسواق وتيممها السينمات ودور اللهو، وعرض مفاتنها على الرجال وما إلى ذلك مما يسميه المسلم وقاحة ورذيلة وقلة حياء ... ويدعوه المتجردون مدنية وتقدماً ...
وثالثها: الاتصال بالناس، وتخصيص الأيام الكثيرة لاستقبالهم، وإضاعة الأموال في إكرامهم وتعطيل أعمال الدار وتربية الأولاد في سبيلهم وما يجره هذا الاختلاط الشديد الذي ينفر منه العقلاء، ويرونه فساداً لا خير فيه، وباباً لا يلج منه إلا كل ضرر، لأن النساء لا يقبسن من النساء إلا السيئ المكروه، ويراه أهل التجديد واجباً لا بد منه، وفرضاً لا تكون المرأة متمدنة محترمة ... إلا به!
ورابعها: اتباع (الموضة) والإيمان بها إيماناً لا شك فيه، والخضوع لها خضوعاً أعمى، والتعامي عما تجر على الأسرة والأمة من ضرر. وهذه ثمرة من ثمرات الاختلاط المرة، يراها العقلاء سخافة وحماقة، ويعدها أهل التجرد والتجدد من فروض العين!
...
ومن هذه المشاكل الفرعية الخلاف على تربية الأولاد حين تحكم المرأة عاطفتها فتأبى على الأب أن يؤدب ابنه أو يأخذه بالحزم، وهذا فضول من المرأة لامعنى له.
على أنها قد تثور الثائرة بين الزوجين لغير ما سبب واضح، كأن يكون الزوج متألماً في نهاره أو مصاباً بمصيبة لا يحب أن يسوء بها أهله، فيدخل مقطباً من حيث لا يشعر فتحسب الزوجة أن ذلك موجه إليها، فتغضب وتعرض، فيألم الزوج في نفسه، ويظن أنها رأته في مصيبة فأعرضت عنه بدلاً من أن

الصفحة 186