كتاب عيون الرسائل والأجوبة على المسائل

وزاد هذا الوهن في طمع محمد بن علي -صاحب مصر- وانتهز الفرصة للهجوم على نجد، فجهز جيشاً قوياً من مصر والترك والمغرب والشام والعراق إلى نجد، عقد رايته لابنه إبراهيم باشا (1) ، وذلك في شوال عام (1231هـ) . رحل إبراهيم من القاهرة إلى قنا عن طريق النيل، ثم سافر إلى القصير (2) على ظهور الإبل، وركب البحر منه إلى ينبع، ثم إلى المدينة، ودخلها من غير مقاومة، عام 1231هـ (3) ، ثم توجه إلى الحناكية (4) وعسكر فيها ستة أشهر، يغري العربان ويستغويهم، حتى انضم إليه بعض القبائل؛ مثل قبيلة حرب (5) بقيادة أحد
__________
(1) هو إبراهيم "باشا" ابن محمد بن علي "باشا" قائد من ولاة مصر، ولد في "نصرتلي" عام 1204هـ، قدم مصر مع طوسون بن محمد علي سنة 1220هـ، فتعلم بها. أرسله أبوه محمد سنة 1231هـ بحملة إلى الحجاز ونجد، ثم جعله قائداً للحملة المصرية في حرب مورة سنة 1239هـ، ثم سار بجيشة إلى سورية عام 1247هـ، فاستولى على عكة ودمشق وحمص وحلب. ولما تولى السلطان عبد المجيد اتفق مع الإنجليز على إخراجه من سورية، فأخرجوه وعاد إلى مصر عام 1256هـ، ونزل له محمد علي على إمارة الديار المصرية. (ت1264هـ) . انظر ترجمته: أعيان القرن الثالث عشر، لخليل مردم بك، ص120-121. الأعلام للزركلي، 1/70.
(2) القصير: بلفظ تصغير قصر: موضع قرب عيذاب، بينه وبين قوص قصبة الصعيد خمسة أيام، وهو من أعمال مصر، يعرف بقصير موسى أو قصير عزيز مصر.
انظر: معجم البلدان، 4/367.
(3) صقر الجزيرة، 1/63؛ قلب الجزيرة، لفؤاد حمزة، ص342.
(4) الحناكية: منطقة بين المدينة والقصيم تبعد عن المدينة المنورة (140كم) على طريق الرياض. انظر: الأطلس التاريخي للدولة السعودية، للدكتور إبراهيم جمعة، من مطبوعات دارة الملك عبد العزيز (11) بالرياض، ص32.
(5) قبيلة حرب: قبيلة على ساحل البحر الأحمر، أكثرها من العدنانية، تمتد ديارها من جنوب ينبع إلى القنفذة على محاذاة الساحل، حدها الغربي من ينبع البحر إلى الرويس شمال جدة، ومن الشرق قبيلة عتيبة وسليم ومطير، ويحدها من الجنوب الأشراف ذوو بركات، ومن الشمال من جهة الغرب قبيلة جهينة، ومن الشرق قبيلة عنزة.
انظر: الرحلة اليمانية، لصاحب الدولة، أمير مكة، الشريف حسين باشا، وأعماله في محاربة الإدريسي، مع جغرافية البلاد العربية، وأسماء قبائلها؛ تأليف شرف بن عبد المحسن البركاتي، ط/2، ص137. معجم قبائل العرب، لعمر رضا كحالة، 1/259.

الصفحة 29