كتاب عيون الرسائل والأجوبة على المسائل

وأصبحت الحرب شبه أهلية طمعاً في الحكم (1) .
وبقي خالد أميراً على الرياض، ما عدا الحوطة والحريق، فإنهما لم يذعنا له. ولم تستقم له الأمور؛ لسوء معاملة العساكر المصرية معه، وقد قاومه أهل نجد حتى فرّ وخرج من الرياض، وأمّر حمد بن عياف، وهرب إلى الإحساء، ثم إلى القطيف، ثم إلى الكويت، ثم إلى مكة حيث مات في جدة سنة (1278هـ) (2) .
وهنا قام الأمير عبد الله (3) بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان آل سعود بثورته، واستولى على الرياض عام (1257هـ) ، فاستقام له الأمر في نجد بعد فرار خصمه، غير أن صفات الاستبداد كانت تغلب عليه. وظل على الحكم إلى أن قدم الإمام فيصل بن تركي إلى الرياض فاراً من مصر (4) (5) .
ولما وصل نجداً، التف حوله الأنصار، فزحف بهم إلى عنيزة -مقر ابن ثنيان- فهزمه، والتف حوله رجالها، الذين كانوا ينتظرون ساعة الخلاص من ربقة الذل. وتوفي ابن ثنيان مسجوناً. وبذلك عاد حكم البلاد إلى فيصل، واسترد سلطته، التي امتدت إلى الإحساء، والقطيف، والعارض، والقصيم، والجبيل، ووادي الدواسر،
__________
(1) انظر: قلب الجزيرة، ص344. صقر الجزيرة، 1/71. معجم اليمامة، 1/498. جزيرة العرب في القرن العشرين، ص237.
(2) انظر: صقر الجزيرة، 1/71.
(3) عبد الله بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود (الأول) ابن محمد، أمير من أمراء نجد، ثار على خالد بن سعود، واستولى على الرياض 1257هـ، وجلس على الحكم إلى أن قدم فيصل بن تركي من مصر عام 1259هـ، توفي في سجنه سنة 1259هـ.
انظر: تاريخ ملوك آل سعود، ص24-25. عنوان المجد، 2/92-103. الأعلام للزركلي، 4/75.
(4) وكان فراره هذه من مصر، هو الثاني، وكان الأول عندما كان ضمن من نقلهم إبراهيم باشا.
انظر: تحفة المستفيد، ص156. جزيرة العرب في القرن العشرين، ص237. تاريخ ملوك آل سعود، ص25.
(5) صقر الجزيرة، 1/71. معجم اليمامة، 1/498.

الصفحة 43