كتاب اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر

حسن الباقوري, فإن هذا لا يعني أن الباقوري صاحب منهج, ولا يعني أنه من ملتزميه بقدر ما يعني أن هذا التفسير لهذه الآية أو لهما تفسير ملحد يدخل في هذا المنهج من غير أن يدخل صاحبه معه في المنهجية والالتزام.
ثم إني تحدثت ثانيا عن أمثلة خاصة للمنهج فذكرت تفاسير التزمت المنهج الإلحادي في التفسير التزاما حقيقيا ليس في آية أو آيات, بل في قدر من الآيات تظهر فيه أسس متكاملة للمنهج الإلحادي, حتى صار طابعها فأصبحت جزءا منه.
هذان أمران أحببت التنبيه إليهما حتى لا يقول قائل: وضعت فلانا مع الملحدين وهو ليس كذلك أو يقول آخر: جعلت لفلان منهجا في التفسير وهو الذي لم يفسر من القرآن إلا آية أو آيتين, ولعل ما أردت بيانه قد بان.
وفي الفصل الثاني: تحدثت عن منهج المقصرين في التفسير وأعني بهم طائفة لم يدركوا شروط المفسر ولم يمنعهم هذا من أن يقولوا في القرآن بغير علم، وإنما سميته بهذا الاسم؛ لأن أصحابه قصروا عن استيفاء شروط المفسر, فكانوا كالقاصر في التصرفات.
وفي الفصل الثالث: تحدثت عن اللون اللامنهجي في التفسير وهم قوم ليسوا من هؤلاء ولا من أولئك حيث جاءوا بتفاسير لا تقوم على سند شرعي ولا على سند علمي آخر, بل جاءوا بها خبط عشواء فلا تناسق ولا تناسب فيما بينها, فهم لا يسيرون على منهج ولا يسلكون دربا واحدا، بل يذهبون يمنة ويعودون من حيث لا يشعرون يسرة, عافانا الله وإياكم من الزيغ والضلال.
- الخاتمة: وفي الخاتمة تحدثت عما توصلت إليه من نتائج وبينت المنهج السليم في تفسير القرآن الكريم، وعن أسس المنهج الذي يطلبه أبناء العصر الحديث والذي يجب -فيما أرى- أن يوليه أصحاب العلم والمعرفة من ذوي الاختصاص عنايتهم, وأن يوجهوا إليه همتهم.
وينبغي أن أشير إلى أمور أرى ضرورة التنبيه إليها هنا في المقدمة, منها: أني

الصفحة 19