كتاب اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر

إثبات القدر ردا على من ينكره، وهذا قتادة بن دعامة السدوسي كان يقول بشيء من القدر1.
وهذا ولا شك كان نواة لظهور المذاهب الفكرية ونشأة التفسير بالرأي بعد ذلك.
المرحلة الرابعة: مرحلة "التصنيف":
ونعني بها كتابة التفسير بالمأثور مستقلا عن الحديث, شاملا لآيات القرآن, مرتبا حسب ترتيب المصحف, ومن المؤلفات في تلك المرحلة نسخة كبيرة جمعها أبو العالية, في التفسير عن أبي بن كعب2 -رضي الله عنه- وكتب عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة تفسيرا للقرآن عن الحسن البصري3 -رحمه الله تعالى- وكان عند زيد بن أسلم كتاب في التفسير4. وألف إسماعيل بن عبد الرحمن السدي تفسيرا للقرآن5, بل ومن أشهرها تفسير الطبري، رحمه الله تعالى.
ومن خصائص تلك المرحلة:
1- أن ما دون فيها كان التفسير بالمأثور عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعن أصحابه وتابعيهم, وكان مشوبا بالرأي وتأييد بعض المذاهب.
2- أنهم اعتنوا بالإسناد المتصل إلى صاحب التفسير المروي.
3- لم تكن لهم عناية بالنقد وتحري الصحة في رواية الأحاديث في التفسير اكتفاء منهم بذكر السند، بل كان بعضهم يذكر كل ما روي في الآية من صحيح وسقيم ولم يتحر الصحة, بل لم يقصدها كابن جريج مثلا6.
__________
1 الطبقات الكبرى: ابن سعد ج7 ص229.
2 التفسير والمفسرون: محمد حسين الذهبي ج1 ص115.
3 وفيات الأعيان: ابن خلكان ج3 ص132.
4 تذكرة الحفاظ: شمس الدين الذهبي ج1 ص133.
5 الإتقان: السيوطي ج2 ص188, تفسير الطبري ج1 ص156-160.
6 التفسير والمفسرون: محمد حسين الذهبي ج1 ص155.

الصفحة 32