كتاب ذم المسكر لابن أبي الدنيا

§قِصَّةٌ وَعِظَةٌ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ،

60 - وَحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، أَنَّهُ §رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِأَهْلِ عَرَفَاتٍ مَا خَلَا رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ كَوْرَةِ كَذَا وَكَذَا قَالَ الرَّجُلُ: فَأَتَيْتُ مَضَارِبَهُمْ فَسَأَلْتُ عَنْهُمْ فَدَلُّونِي عَلَى خِبَاءِ ذَلِكَ الرَّجُلِ فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ وَقُلْتَ: أَخْبِرْنِي بِذَنْبِكَ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا أَتَعَاطَى الشَّرَابَ وَكَانَتْ وَالِدَتِي تَنْهَانِي فَأَتَيْتُ الْمَنْزِلَ وَأَنَا سَكْرَانُ فَحَمَلَتْ عَلَيَّ فَحَمَلْتُهَا حَتَّى وَضَعْتُهَا فِي التَّنُّورِ وَهُوَ مَسْجُورٌ
§السُّكْرُ جَوَامِعُ الشَّرِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ،

61 - وَحَدَّثَنِي سُوَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ الطَّيِّبِ، أَنَّهُ كَانَ بِبَغْدَادَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ رَجُلًا §أَتَى أَهْلَهُ وَهُوَ سَكْرَانُ فَحَمَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ وَلَامَتْهُ فَحَلَفَ بِطَلَاقِهَا أَنْ يَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا فِي لَيْلَتِهِ فَلَمَّا سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْهُ خَرَجَتْ إِلَى الْحَارِسِ فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ لَهَا: قَدْ نَامَ النَّاسُ فَقَالَتْ: إِنْ هُوَ لَمْ يَتَزَوَّجِ اللَّيْلَةَ ذَهَبْتُ، فَأَتَى الْحَارِسُ أُمَّهُ وَكَانَتْ عَجُوزًا فَأَخْبَرَهَا بِيَمِينِهِ فَقَالَتِ: افْعَلْ مَا شِئْتَ فَزَوَّجَهُ وَالِدَتَهُ وَأَصْبَحَ الرَّجُلُ مَيِّتًا فَشَارَكَتِ الْمَرْأَةَ فِي ثُمُنِهَا فَصُولِحَتْ بِثَلَاثِينَ أَلْفًا، فَالسُّكْرُ جَوَامِعُ الشَّرِّ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ،
-[77]-

62 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَ: §شَرِبَ رَجُلٌ نَبِيذًا فَسَكِرَ فَنَامَ عَنِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَجَعَلَتِ ابْنَةُ عَمٍّ لَهُ تُنَبِّهُهُ لِلصَّلَاةِ وَكَانَ لَهَا دِينٌ وَعَقْلٌ فَلَمَّا أَلَحَّتْ عَلَيْهِ حَلَفَ بِطَلَاقِهَا أَلْبَتَّةَ أَلَّا يُصَلِّيَ ثَلَاثًا ثُمَّ عَقَدَ يَمِينَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ كَبُرَ عَلَيْهِ فِرَاقُ ابْنَةِ عَمِّهِ فَظَلَّ يَوْمَهُ لَمْ يُصَلِّ وَلَيْلَتَهُ ثُمَّ أَصْبَحَ عَلَى ذَلِكَ وَعَرَضَتْ لَهُ عِلَّةٌ فَمَاتَ، وَفِي نَحْوِ هَذَا يَقُولُ الْقَائِلُ:
[البحر الوافر]
أَتَأْمَنُ أَيُّهَا السَّكْرَانُ جَهْلًا ... بِأَنْ تَفْجَاكَ فِي السُّكْرِ الْمَنِيَّةْ
فَتَضْحَى عِبْرَةً لِلنَّاسِ طُرًّا ... وَتَلْقَى اللَّهَ مِنْ شَرِّ الْبَرِيَّةْ

الصفحة 76