كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

بقلبه وفكره ويتجرد من جو البيئة التي كان يعيش فيها، أتى بنتائج توافق الحق والصدق والواقع ومثل هؤلاء المستشرقين لا يدعهم قومهم وشأنهم، بل يهاجمونهم، ويتهمونهم بالانحراف عن المنهج العلمي، والانسياق وراء العاطفة لمجاملة المسلمين. ومن هؤلاء المستشرقين المستشرق «توماس أرنولد» الذي حين أنصف المسلمين في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) الذي برهن فيه على تسامح المسلمين في جميع العصور مع مخالفيهم في الدين.
ومن هؤلاء المستشرقين من أدى به بحثه الخالص لوجه الحق إلى اعتناق الإسلام كما حصل ذلك مع المستشرق الفرنسي الفنان «دينيه» والذي سمى نفسه «ناصر الدين دينيه» وألف بعد ذلك مع عالم جزائري كتابا عن سيرة الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم. و «لدينيه» كتاب آخر بعنوان (أشعة خاصة بنور الإسلام) بين فيه تحامل قومه على الإسلام ورسوله. ومنهم المستشرق المجري «عبد الكريم جرمانوس» الذي أسلم في الهند سنة 1930 م والذي ألف أكثر من (150) كتابا عن الإسلام ومنهم الطبيب الفرنسي «موريس بوكاي» صاحب كتاب «دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة» الذي أثبت فيه موافقة القرآن لأحدث الحقائق العلمية التي توصل إليها الناس بوسائلهم المختلفة اليوم «1»، وغير هؤلاء كثير. ومثل هؤلاء المستشرقين يحتاجون من المسلمين أن يتبنوا كتبهم بنشرها والوقوف بجانبهم في كل ما يحتاجونه من دعم مادي ومعنوي، فإنهم أقدر منا وأبلغ في إيصال دعوة الإسلام لأبناء قومهم وذلك لمعرفتهم الشاملة بما يناسب قومهم من أساليب وبراهين، وما هم بحاجة لكشفه من شبهات وتفنيد ما ترسب في نفوسهم من أباطيل وأكاذيب «2» واللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ «3».
______________________________
(1) والأستاذ «محمد أسد» صاحب كتاب منهاج الحكم في الإسلام.
(2) أجنحة المكر الثلاثة ص 129 - 131 (بتصرف).
(3) سورة يوسف (21).

الصفحة 37