كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

وتأليفه وبإعانة آخرين له بتبريرات لا تقبل، وحاولوا جهدهم لتحديد المصدر الذي نبع منه هذا الوحي. فجاءت أقوالهم مختلفة متباينة لعدم وجود رصيد لها من الواقع والتاريخ وسأذكر هذه الشبه التي أتوا بها وأرد عليها إن شاء اللّه تعالى.
المسألة الأولى: تعريف الوحي لغة واصطلاحا:
الوحي في اللغة: تقول وحيت إليه وأوحيت إذا كلمته بما تخفيه عن غيره.
وأصله الإشارة السريعة.
وقد يكون على سبيل الرمز والتعريض، وقد يكون بصوت مجرد، أو بإشارة بعض الجوارح «1».
فيكون معناه اللغوي: الإعلام الخفي السريع الخاص بمن يوجه إليه بحيث يخفى عن غيره.
أما شرعا: كلام اللّه تعالى المنزل على نبي من أنبيائه «2» إما بكتاب، أو برسالة ملك في منام أو إلهام.
وعرفه الإمام القسطلاني في إرشاد الساري بقوله: [إعلام اللّه تعالى أنبياءه الشيء إما بكتاب أو برسالة ملك أو منام أو إلهام] «3».
المسألة الثانية: أنواع الوحي:
حاول المستشرقون في موسوعتهم أن يبينوا كيفية نزول القرآن على سيدنا محمد - صلّى اللّه عليه وسلّم - بقولهم: [إن طريقة نزول القرآن على محمد قد ذكرت في
______________________________
(1) انظر المفردات في غريب القرآن - للراغب الأصفهاني ص 515.
(2) انظر مباحث في علوم القرآن ص 32 وما بعدها.
(3) إرشاد الساري لشرح البخاري 1/ 48 كيف كان بدء الوحي إلى رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -.

الصفحة 372