كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

والمرة الثانية:
عند ما عرج به إلى السموات العلا كما جاء ذكره في حديث أنس بن مالك - رضي اللّه عنه - الطويل.
وقد وصفت عائشة - رضي اللّه عنها - جبريل - عليه السلام - بالهيئة التي رآها عليه رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - بقولها عما استوضح عنه أبو عائشة (مسروق) من قوله تعالى: ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى «1» حيث قالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فقال: «إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء، سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض .. » الحديث «2».
روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن أنس بن مالك أن مالك بن صعصعة حدثه أن نبي اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - حدثهم عن ليلة أسري به قال: بينا أنا في الحطيم قال قتادة: في الحجر مضطجع إذ أتاني آت .. ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض قال: فقال الجارود: هو البراق يا أبا حمزة قال: نعم.
يقع خطوه عند أقصى طرفه قال: فحملت عليه فانطلق بي جبريل - عليه السلام - حتى أتي بي السماء الدنيا فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل:
ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال نعم: قيل: مرحبا به ونعم المجيء جاء. قال ففتح .. ثم صعد حتى أتى السماء الأولى .. الثانية ..
الثالثة ...... السابعة.
قال: ثم رفعت إلى سدرة المنتهى .. فقال: هذه سدرة المنتهى قال: وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران. فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان نهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات .. إلخ «3».
______________________________
(1) سورة النجم: 13.
(2) انظر: صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب بدء الوحي 1/ 143.
(3) انظر مسند الإمام أحمد 4/ 207 - 210/ 2/ 164.

الصفحة 380