كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

الفتاة من رجال أو نساء.
حيث تلاقي دعواتهم هوى في نفوس أقوامهم فيهبوا وراءهم لنصرة صاحب فكرة الخلاص.
وشبيه بهذا أصحاب دعوة المهدي المنتظر، أو دعوى الباب الإيراني، والبهاء والقادياني وغيرهم في التاريخ كثير، مما زعموا أنه يوحى إليهم حيث وجدوا من يغتر بدعواتهم الكاذبة فأين دعوة هؤلاء جميعا من دعوة المصطفى - صلّى اللّه عليه وسلّم - التي غيرت تاريخ أمة فجعلتها فريدة في عقيدتها وشريعتها وهدايتها الربانية قامت على كل ذلك حضارة لها طابعها الخاص بمدة قياسية.
أما (جان دارك) فإنها لم تصنع بدعوتها أمة ولم تقم بها حضارة فأين الثرى من الثريا. فلا قياس «1».
الشبهة الثانية:
زعم نولديكه أن ظاهرة الوحي كانت بسبب تأثير النوبات الانفعالية الطاغية التي كانت تسيطر عليه مما كان يدعو محمدا - صلّى اللّه عليه وسلّم - إلى الشعور بأنه تحت تأثيرات إلهية «2» حيث قال:
[كانت نبوة محمد نابعة من الخيالات المتهيجة والإلهامات المباشرة للحس أكثر من أن تأتي من التفكير النابع من العقل الناضج. فلو لا ذكاؤه الكبير لما استطاع الارتقاء على خصومه .. مع هذا كان يعتقد أن مشاعره الداخلية قادمة من اللّه بدون مناقشة] «3».
الجواب:
هذه الشبهة لها قرب من الشبهة الأولى وتدل على تجن، وسوء فهم واضح،
______________________________
(1) انظر المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 103، انظر الوحي المحمدي لمحمد رشيد رضا ص 89 - 94.
(2) انظر مقدمة القرآن - واط ص 18.
(3) تاريخ القرآن - نولديكه 1/ 5.

الصفحة 387