كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

بالعجائب والغرائب لأن أفعالهم لها قواعد معروفة، وفنونها تدرس، وفيها كتب مؤلفة يمكن لأي إنسان أن يدرسها ويبرع فيها كما برع غيره وأكثر. أما الوحي والنبوات فهبة من اللّه تعالى، واصطفاء لأهلها، فالفرق بين وواضح بين معجزة موسى - عليه السلام - وبين ما أتى به سحرة فرعون فالوحي حقيقة لا خيال، وصدق لا كذب، ولا يحصل عليه حريص وإلا لنالها أمية بن أبي الصلت الذي ترهب ولبس المسوح لينال شرف النبوة ولكنه لم ينلها، ولم يحصل عليها وذلك لأنها فضل من اللّه تعالى يؤتيه من يشاء «1».
الشبهة السادسة:
[زعم كثير من المستشرقين والمبشرين أمثال «الويز سبرنجر» و «جوستاف فايل» وغيرهم أن الحالة التي كانت تصيب رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - حالة صرع يغيب فيها عن الناس وعما حوله ويظل ملقى على إثرها بين الجبال لمدة طويلة، يسمع له على إثرها غطيط كغطيط النائم، ويتصبب عرقه، ويثقل جسمه.
وبعضهم اعتبرها حالة هستيرية، وتهيجا عصبيا، يظهر عليه أثرها في مزاجه العصبي القلق، ونفسه كثيرة العواصف بشكل غامض، حتى كان يصل به الأمر أن لا يفرق بين تعاقب الليل والنهار، وقد هزل على إثرها جسمه، وشحب لونه، وخارت قواه] «2».
الجواب:
هذه المزاعم والمفتريات ليس لها سند من الواقع التاريخي فرسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - عاش ومات وهو بكامل صحته وعافيته ولم يظهر عليه أي عارض نفسي أو عصبي على ما يزعمون.
______________________________
(1) انظر كتاب الوحي والقرآن الكريم، د/ محمد حسين الذهبي ص 28 بتصرف.
(2) انظر مقدمة القرآن - مونتجمري، واط ص 17 - 18، ومقدمة القرآن ل بل ص 29 - 30، وكتاب العقل المسلم ص 41، كتاب حياة محمد هيكل، ص 45.

الصفحة 398