كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

أن يتعوذ بهما - ويقول إنهما ليست من كتاب اللّه «1».
الجواب:
هذه الرواية مما اختلف في ثبوتها عن ابن مسعود فممن أنكر ثبوتها عنه الإمام الباقلاني في كتابه نكت الانتصار «2» والإمام النووي أثناء شرحه لصحيح مسلم، وابن حزم في كتابه القدح المعلى تتميم المحلى «3».
ولكن والحق يقال: إن هذه الرواية وهي إثبات كون المعوذتين قرآنا مما ثبت وصح نسبتها لابن مسعود - رضي اللّه عنه - فقد أثبتها عنه الإمام البخاري في صحيحه والإمام أحمد في مسنده. وأبو يعلي في مسنده وهم من هم علما ومعرفة بحديث الرسول - صلّى اللّه عليه وسلّم - وهذه رواية البخاري كما في صحيحه.
روى البخاري بسنده إلى زر بن حبيش قال: سألت أبي بن كعب قلت:
أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبي: سألت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فقال لي: قيل لي فقلت: قال: فنحن نقول كما قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - «4» ونص رواية الإمام أحمد في مسنده بسنده إلى زر بن حبيش قال: قلت لأبي بن كعب: إن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال:
«أشهد أن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - أخبرني أن جبريل - عليه السلام - قال له:
قل أعوذ برب الفلق» «5».
وعنه في رواية عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد اللّه يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول: إنهما ليستا من كتاب اللّه تبارك وتعالى.
______________________________
(1) انظر مقدمة القرآن - واط ص 46.
(2) نكت الانتصار ص 75.
(3) المدخل لدراسة القرآن ص 288.
(4) انظر صحيح البخاري 6/ 96 كتاب تفسير القرآن الكريم.
(5) انظر مسند الإمام أحمد 5/ 129 - 130.

الصفحة 409