كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

عنه -: قال عمر: أبي أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبي وأبي يقول: أخذته من في رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فلا أتركه لشيء قال اللّه تعالى: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَاتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها «1».
هذا كله يؤكد عدم قرآنية دعاء القنوت وعدم ثبوته عن أبي بن كعب.
ويزيد هذا وضوحا وتأكيدا ما بلغنا من القراء الذين أخذوا القرآن بسندهم إليه. رضي اللّه عنه ولم يكن من بين ما تلقوه عنه هاتان السورتان المزعومتان.
ومن هؤلاء الأئمة:
1 - نافع بن أبي نعيم المدني من طريق الأعرج عن أبي هريرة عن أبي ابن كعب عن النبي - صلّى اللّه عليه وسلّم - «2» ولم يكن فيما تلقاه هاتان السورتان.
2 - عاصم بن أبي النجود الذي أخذها عن زر بن حبيش عن أبي عبد الرحمن السلمي والذي أخذها عن أبي بن كعب عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - ولم يكن منها هاتان السورتان «3».
3 - أبو الحسن علي بن حمزة الذي تلقى القراءة عن طريق إسماعيل ويعقوب ابني جعفر قراءة نافع والذي بدوره أخذ قراءة أبي بالسند السابق «4».
4 - خلاد أبو عيسى خالد الشيباني بالولاء الذي تلقى قراءة عاصم والتي سندها يتصل إلى أبي بن كعب بالسند السابق «5».
فهؤلاء القراء كلهم وغيرهم قد تلقوا القراءة عن أبي بن كعب - رضي اللّه عنه - ولم يكن فيما تلقوه هاتان السورتان المزعومتان مما يدل على عدم ثبوت
______________________________
(1) سورة البقرة: 106.
(2) غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 31.
(3) غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 535 - 540.
(4) غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 535.
(5) غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 274.

الصفحة 414