كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

وأنه الذي خمس وعشر.
وقيل: بل كان عمل يحيى بن يعمر، وأن الخليل أتم عمله بجعل الهمز والتشديد والروم والإشمام.
فيحتمل أن يكون أول من ابتدأ بالنقط كنظام له قواعد أبو الأسود الدؤلي، ثم تبعه نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر، ثم جاء بعدهم بقرن تقريبا الخليل بن أحمد فابتدع علامات أخرى. بهذا أصبح للنقط نظام له قواعد وأصول تتبع.
فيجمع بين هذه الأقوال أن عمل أبي الأسود الدؤلي كان شكلا بطريقة النقط، أما نقط الحجاج بلجنته المكونة من نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر، والحسن البصري فهو بالاصطلاح المعروف اليوم، وكان طابعها طابعا رسميا.
أما ما نسب من عمل كهذا ليحيى بن يعمر وابن سيرين فيكون عملا فرديا «1» والآن سأعرض الحروف التي غيرها الحجاج كما ذكرها ابن أبي داود في كتابه المصاحف «2» قال ابن أبي داود: [كانت في البقرة (س 2، آ 259) «لم يتسن وانظر» بغير هاء فغيرها «لم يتسنه» بالهاء «3». وكانت في المائدة (س 5، آ 48) «شريعة ومنهاجا» فغيرها «شرعة ومنهاجا» «4» وكانت في يونس (س 10، آ 22) «هو الذي ينشركم» فغيره «يسيركم» «5» وكانت في يوسف (س 12، آ 45) «أنا آتيكم بتأويله» فغيرها «أنا أنبئكم
______________________________
(1) انظر اللئالئ الحسان في علوم القرآن ص 69 - 71 (بتصرف).
(2) أى في كتابه المصاحف ص 59، والباقلاني في كتابه نكت الانتصار لنقل القرآن ص 299 - 300.
(3) والقراءتان سبعيتان كما ذكرهما ابن زنجلة في حجة القراءات ص 142 - 143 حيث قرأ حمزة والكسائي «لم يتسن» بحذف الهاء في الوصل وقرأ الباقون «لم يتسنه» بإثبات الهاء في الوصل.
(4) قرأ النخعي وابن وثاب بفتح الشين وقرأ الجمهور بكسرها (و شرعة) ولم أجد أحدا أشار لقراءة (شريعة).
(5) والقراءتان سبعيتان ذكرهما ابن زنجلة في كتابه حجة القراءات ص 329 حيث قرأ ابن عامر: (هو الذي ينشركم) بالنون والشين. وقرأ الباقون (يسيركم).

الصفحة 430