كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

قال: أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ حتى ختم عشر آيات «1».
وقد جعل الصحابة - رضوان اللّه عليهم - القرآن الكريم في المقام الأول في العناية والاهتمام فتنافسوا في حفظه وفهمه، فكانوا يكثرون من قراءته وترداده آناء الليل وأطراف النهار.
عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - «إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن، حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم، بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار .. » «2» الحديث.
وكان الصحابة - رضوان اللّه عليهم - يتفاخرون بحفظ شيء من سور القرآن الكريم من فم رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده إلى عبد اللّه أنه قال: ومَنْ يَغْلُلْ يَاتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ «3» ثم قال: على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ فلقد قرأت على رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - بضعا وسبعين ولقد علم أصحاب رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - أني أعلمهم بكتاب اللّه. ولو أعلم أن أحدا أعلم مني لرحلت إليه» «4».
وكان اعتمادهم في الحفظ على التلقي والسماع من الرسول - صلّى اللّه عليه وسلّم - فكان من خصائص هذه الأمة حفظهم كتاب ربهم في صدورهم فوضعوا «أناجيلهم في صدورهم» فلا عجب والحال كما سمعت أن يحفظه الجم الغفير من الصحابة - رضوان اللّه عليهم - فكان على رأسهم الخلفاء الأربعة وكان منهم: حذيفة بن
______________________________
(1) رواه الترمذي في كتاب تفسير القرآن من سورة المؤمنون حديث رقم 3172.
(2) انظر صحيح مسلم 4/ 1944 كتاب فضائل الصحابة حديث رقم 2499.
(3) سورة آل عمران: 161.
(4) صحيح مسلم 4/ 1912 كتاب فضائل الصحابة حديث 2462.

الصفحة 444