كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

وما كان من ألفاظها للحصر فللعلماء فيها تأويلات منها:
1 - أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعض القرآن عن غيره.
2 - منها أنه لم يجمعه على عهد رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، وأصبح يقصد للتلقي عنهم بالإشارة من رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - وأحيانا لشهرتهم بين الصحابة في تعليم القرآن الكريم.
وقيل: فيها تأويلات أخرى.
3 - ومنها أنه لم يجمعه مكتوبا لنفسه غير هؤلاء ..
أما الروايات التي اعتمد عليها المستشرقون وعلى رأسهم «بلاشير» في تحديد العدد بسبعة أو تسعة هما روايتان عن أنس - رضي اللّه عنه - وبعض الروايات التي ذكرها ابن أبي داود في كتابه المصاحف.
فالرواية الأولى عن أنس من طريق ثمامة: «مات النبي - صلّى اللّه عليه وسلّم - ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه».
والرواية الثانية رواها عن أنس من طريق قتادة حيث سئل عن من جمع القرآن على عهد النبي - صلّى اللّه عليه وسلّم - قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد».
فالملاحظ أن رواية ثمامة خالفت رواية قتادة من وجهين:
أ - التصريح بصيغة الحصر في الأربعة.
ب - ذكر أبي الدرداء بدلا من أبي بن كعب.
فعلى هذا فالروايتان مضطربتان.

الصفحة 446