كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

بذلك].
وهذا يدل قول «شيفالي» الذي أنكر هذا المعنى حيث قال: [إن جمع:
أشار بجمعه معنى اعتباطيا] «1» وهذا يدل على جهل «شيفالي» بالعربية، لأن من أساليب العربية عند ما نقول كتب الملك إلى فلان معناه: أشار بالكتابة إليه ولا يشترط القيام بذلك.
والذي يؤيد أن الجامع أبو بكر وأنه تم في عهده قول علي - رضي اللّه عنه -: «أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر - رحمه اللّه تعالى -، وهو أول من جمع بين اللوحين» «2».
أما عمر - رضي اللّه عنه - فكان أحد المكلفين بواجب الجمع بأمر من الخليفة أبي بكر - رضي اللّه عنه -.
روي أن أبا بكر قال لعمر وزيد: اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب اللّه فاكتباه «3».
وقد جاء في تفسير الشاهدين أقوال:
1 - الحفظ والكتابة أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي النبي - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
2 - أو المراد أنهما يشهدان على أن تلك الوجوه هي مما نزل بها القرآن.
والمعروف أن عمر وزيدا كانا يحفظان القرآن، ويجيدان القراءة والكتابة.
أما زعمهم أن سالما هو أول من جمع، وأول من سماه مصحفا. فهذا لا يصح لأن كونه أول من جمع يخالف ما جاء في صحيح البخاري حسب الرواية سابقة الذكر.
______________________________
(1) جمع القرآن - بيرتون ص 123.
(2) المصاحف لابن أبي داود ص 11.
(3) انظر صحيح البخاري بشرح فتح الباري 9/ 14 كتاب فضائل القرآن.

الصفحة 457