كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

بسنده لمحمد بن سيرين قوله: «لما توفي النبي - صلّى اللّه عليه وسلّم - أقسم على أن لا يرتدي برداء إلا لجمعه حتى يجمع القرآن في مصحف. ففعل. فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام. أكرهت إمارتي يا أبا الحسن؟ قال: لا، واللّه. إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعة .. فبايعه ثم رجع» «1».
والشاهد في الرواية «أنه أقسم أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف ففعل».
وهذا الحديث ضعيف لا يعتمد عليه لأن فيه أشعث، وهو لين الحديث كما ذكر ذلك ابن أبي داود نفسه «2».
وقد ضعف الحديث كذلك ابن حجر لانقطاع في سنده كما في فتح الباري «3».
أما الجمع الذي جاء في الحديث لو صح لحمل على حفظ الصدور لا على كتابته في صحف.
أما ما جاء في رواية أخرى «حتى جمعته بين اللوحين» «4» فتناقض رواية «علي» وهي قوله: «رحم اللّه أبا بكر، هو أول من جمع القرآن بين لوحين» وفي رواية « .. أول من جمع كتاب اللّه» «5».
فخلاصة هذا القول: أن الجمع المقصود به هو حفظ الصدر لا كتبه له.
______________________________
(1) انظر المصاحف لابن أبي داود ص 59.
(2) المصاحف لابن أبي داود ص 16.
(3) فتح الباري 9/ 13.
(4) المرجع السابق 9/ 13.
(5) فتح الباري 9/ 13.

الصفحة 459