كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

بأي صحابي. لذا كانت تستحق أن تكون أصلا للمصحف العثماني.
الشبهة الرابعة: الآيتان اللتان في آخر سورة براءة:
طعن المستشرقون في تواتر القرآن الكريم لذكر أبي خزيمة الوحيد لآيتي سورة التوبة «1».
الجواب:
جاء ذكر هاتين الآيتين في رواية زيد بن ثابت في صحيح البخاري حيث قال: ( .... فتتبعت القرآن أجمعه .... فوجدت آخر سورة «براءة» مع خزيمة بن ثابت لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ .. «2» الآيتان «3».
وزاد في رواية (لم أجدهما مع أحد غيره) قال ابن حجر «أي مكتوبة كما ذكرت أن أصل كان توافق الكتابة للمحفوظ ولا يكتفي بأحدهما دون الآخر.
وهذا ما فسره ابن حجر «للشاهدين» في قول أبي بكر لعمر وزيد (فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب اللّه فاكتباه) حيث فسر الشاهدين: بالحفظ والكتابة. وعدم وجودها مكتوبة عنده لا ينفي تواترها شفاها وحفظا في الصدور عند كثير من الصحابة، لأنه جاء عن زيد بن ثابت: (كنت أسمع قراءة رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - لها كثيرا) فتلاوة رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقتضي حفظ جمع من الصحابة لها. فهذا يؤكد تفسير ابن حجر أن عدم وجودهما عند أحد غيره أي مكتوبة.
______________________________
(1) مقدمة بلاشير ص 57 - 58، ومقدمة القرآن واط ص 41 - 42.
(2) سورة براءة 128، 129.
(3) انظر فتح الباري 9/ 15 كتاب فضائل القرآن، وكتاب المصاحف ص 13 - 14.

الصفحة 463