كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

كان لمحض كفاءاتهم لاعتبارات العمل، لا لاعتبارات خاصة كما زعم هؤلاء المستشرقون.
2 - القضية الثانية:
ما ذكره «بلاشير» من تعداد اللجان وعدد أفرادها مما يدعو لعدم الدقة في الأمر، والاضطراب الذي يدعو لعدم الثقة فيها، على حد تعبير بعض المستشرقين «1».
الجواب:
هذه الروايات ليس بينها تعارض لأنه يمكن التوفيق بينها، فيمكن أن تكون قد عينت ثنائية زيد بن ثابت كاتبا، وسعيد بن العاص ممليا حسب رواية مصعب «2».
ثم لما وجدوا أن العمل كثير، ويحتاج لزمن طويل، ضموا لهم من يعينهم ويساعدهم. فضم إليهما عبد اللّه بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وهنا أصبحت رباعية وهي التي ذكرها البخاري في صحيحه وهي الرواية المشهورة عند أهل العلم «3».
ثم لما أرادوا تعداد النسخ عن المصحف العثماني الذي جمعته اللجنة الرباعية لتكون مصاحف رسمية للآفاق ضموا إليهم لجانا فرعية تساعدهم وتنسخ معهم.
وقد بلغ عدد أفراد هذه اللجان اثني عشر رجلا «4» وهي التي اعتبرها «بلاشير» خيالية - على حد زعمه - «5» مع أن هذه اللجنة حقيقية. وقد أحصيت مع أفراد الرباعية أحد عشر رجلا منهم وهم: زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص،
______________________________
(1) مقدمة على القرآن بلاشير ص 56 - 58، والقرآن والمستشرقون ص 109.
(2) انظر فتح الباري 9/ 19 وكتاب المصاحف لابن أبي داود ص 32.
(3) انظر فتح الباري 9/ 11 كتاب فضائل القرآن.
(4) انظر فتح الباري 9/ 19، كتاب فضائل القرآن، وكتاب المصاحف لابن أبي داود ص 33 - 34.
(5) مقدمة على القرآن - بلاشير ص 56.

الصفحة 470